معارف إِلٰهيَّة : ( 15) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الخامس عشر :
18/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه الخامس عشر: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / التَّعامل مع معارف أَهل البيت عليهم السلام / التَّقصير أَشَدُّ جرماً ومُؤاخذة وانحطاطاً من الغلوِّ/ ينبغي الإِلتفات : أَنَّنا نتعامل في هذه المنشورات مع علوم أَهل البيت عليهم السلام ومعارفهم وعقائدهم ، وهي جسيمة وعظيمة وخطيرة جِدّاً ، بعض مراتبها لا يحتملها مَلَكٌ مُقرَّب ـ كـ : جبرئيل عليه السلام ـ ولا نبيٌّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عليه السلام ـ ولا مؤمنٌ مُمتحن ـ كـ : سلمان رضوان الله عليه ـ. فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن أَبي الصَّامت ، قال : «... إِنَّ حديثنا صعب مُستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ذكيٌّ وعر ، لا يحتمله مَلَكٌ مُقَرَّب، ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ، ولا مؤمنٌ مُمتحنٌ. قلت: فَمَنْ يحتمله جُعِلْتُ فداك؟ قال: مَنْ شئنا يا أبا الصامت. قال أبو الصامت: فظننتُ أَنَّ للّٰـه عباداً هم أَفضل مِنْ هؤلاء الثلاثة»(1). ودلالته واضحة. لكن : الشَّكّ والتَّرديد فيها ـ بعد قيام الدَّليل القطعي عليها ـ يكشف عن وجود تقصير وعداء ونصب خفيّ لأَهل البيت عليهم السلام. فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر؛ لأَنَّا آيات الله ودلائله ... ولو قال قائل : لِمَ ، وكيف ، وفيم؟ لكفر وأَشرك؛ لأَنَّه لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون ... مَنْ آمن بما قلتُ وصدَّق بما بيَّنتُ وفسَّرتُ وشرحتُ وَأَوضحت ونوَّرتُ وبرهنتُ فهو مؤمنٌ مُمتحن ، امتحن اللهُ قلبه للإِيمان ، وشرح صدره للإِسلام ، وهو عارف مُستبصر ، قد انتهىٰ وبلغ وكمل ، وَمَنْ شَكَّ وعند وجحد ووقف وتحيَّر وارتاب فهو مُقصِّرٌ وناصب ...»(2). ودلالته واضحة ، بعد الإِلتفات : أَنَّ النصب والعداء لأَهل البيت عليهم السلام وان عدَّه بعض العامَّة : خمسة عشرة دركة ؛ لكنَّ واقعه لا حدَّ ولا مُنتهىٰ له ، وليس له إِلَّا لظىٰ. وعلى المخلوق تحديد موقفه من طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام ومن معارفهم وعلومهم ؛ فإِنَّه على أَقلِّ تقدير أَنَّ الإِبتعاد عنهم عليهم السلام وعن علومهم ومعارفهم لاسيما العقائديَّة تقصير جَلِيّ ، وهو أَشَدُّ ذنباً وجُرماً وانحطاطاً من الغلوِّ فيهم عليهم السلام وفيها. والوجه : أَنَّ الباري عزَّوجلَّ طعن في قرآنه الكريم على النصارىٰ ونعتهم بالضَّالين ؛ لغلوِّهم في النَّبيّ عيسىٰ عليه السلام ، لكنَّه جلَّ شأنه طعن في قرآنه الكريم أَيضاً على بني إِسرائيل بأَشَدِّ من ذلك ونعتهم بـ : (المغضوب عليهم) ؛ وذلك لتقصيرهم في معرفته عليه السلام ، وبين التَّعبيرين فرق شاسع ، يكشف عن مدىٰ جرم وشناعة وانحطاط التَّقصير ؛ لاسيما في معرفة علوم أَهل البيت عليهم السلام وحقائقهم لاسيما طبقاتها الصَّاعدة. وعليه : فليلتفت الهارب من شائبة الغلوّ في أَهل البيت عليهم السلام ومعارف وعلومهم أَنْ لا يرتطم من حيث لا يشعر بمحذور التَّقصير ، وهو الأَشنع والأَشَدُّ جرماً وانحطاطاً ومُؤاخذة لاسيما في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام وعلومهم ومعارفهم لاسيما العقائديَّة ؛ وذلك عن طريق الإِبتعاد وعدم التَّعَرُّض لمعارفهم وعقائدهم عليهم السلام الواردة في طبقات حقائقهم لاسيما الصَّاعدة. والنَّجاة تكمن في الجادَّة الوسطىٰ ، وهي : (الأَمر بينُ الأَمرين) ، وذلك عن طريق الأَخذ ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم بعد عرضها على مُحكمات الشَّرع والدِّين. والإِنسان وإِنْ كان حُرّاً في تصرُّفاته واعتقاداته لكنَّنا أَحببنا التَّنبيه على ذلك. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 192/ح34. (2) المصدر نفسه ، 26 : 1 ـ 7/ح1.