معارف إِلٰهيَّة : ( 25) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الخامس و العشرون
23/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه الخامس و العشرون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / اقتناص منظومة العقائد والمعارف لا يتمُّ إِلَّا من مجموع المصادر / هناك الكثير من المؤمنين ، بل من أَهل الفضل والفضيلة والإِجتهاد والتَّحقيق والتَّحصيل يعيشون في غفلة عميقة جِدّاً عن منظومة العقائد الإِيمانيَّة ؛ فإِنَّهم رُبَما يتخيَّلون إِمكان إِقتناصها من مصدر أَو مصدرين أَو ثلاثة ـ كـ : كتاب التَّجريد وشرحه ، وكتاب الباب الحادي عشر ، وكتاب عقائد الإِماميَّة ـ ، لكنَّها : غفلة بعيدة عن الحقيقة ؛ فإِنَّ ما كتبه الأَعلام بالضرورة ليس كمال وتمام بناء مدرسة أَهل البيت عليهم السلام ؛ لأَنَّها بحور خضم زاخرة ، طمطامة غير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور ؛ فتكون خارجة عن مكنة إِستيعاب جملة المخلوقات. وعليه : فلا يمكن حصر المسار الرسمي لمدرسة أَتباع أَهل البيت عليهم السلام إِلَّا بمجموع أَجيال علماء الإِماميَّة ـ فقهاء وفلاسفة ومُتكلِّمين وأَهل المعرفة ومُفسِّرين ورجاليِّين وغيرهم ـ منذُ عصر النصُّ والتَّشريع إِلى يومنا هذا ، ومن ثَمَّ لا يُمكن تلخيص واختصار مدرسة الإِماميَّة (أَعزَّهم اللّٰـه تعالىٰ) بشخصيَّة مُعيَّنة من علماء الإِماميَّة وفي أَيِّ مجالٍ كان ـ كالشَّيخ الطُّوسيّ والنَّجاشي(1) ـ ولا بجيلٍ ولا بأَجيالٍ مُتعدِّدةٍ ، فيُخطئ مَنْ يتوهَّم خلاف ذلك ، ويكون بعيداً عن الحقيقة والصَّواب ؛ وصاحب منهجاً منكوساً. وبالجملة : مدرسة الإِماميَّة لا تتمثَّل إِلَّا بمجموع علماء الإِماميَّة عبر كافَّة الأَجيال. وهذه ليست عاطفة ودغدغة أَحاسيس ، وإِنَّما قضيَّة لبيان واقع. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ذهب البعض إِلى أَنَّ النجاشي أَقوىٰ علماء الإِماميَّة في علم الرِّجَال. والحقّ : أَنَّه وإِنْ كان كذلك في علم الأَنساب والتَّراجم والتأريخ وعلم الأَسمآء والكُنىٰ ، لكنَّه ليس كذلك في علم العقائد ؛ والَّذي هو أَخطر وأَهمّ العلوم لتنقيح المُفردات الرجاليَّة وتوثيق الرُّواة ، فإِنَّه قطرة في بحر الشَّيخ الطوسي ، ومن ثَمَّ لا يُعتَمَد على جرحه وتعديله. ثُمَّ إِنَّ مَنْ لم يلتفت إِلى هذه القضيَّة فسيجني على تراث الوحي ، وعلى باب الجرح والتَّعديل عند الإِماميَّة وغيرهم ، فالتفت.