القضيَّة و التَّنْبِيه السادس و الثلاثون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . / انتماءات المخلوق واصطفافاته لابُدَّ أَنْ تكون في ظلِّ أَهل البيت عليهم السلام/ / معنى الهويَّة المهدويَّة / / ضرورة الأَخذ بمجموع مناهج أَهل البيت عليهم السلام/ إِنَّ ما ورد في بيان دعاء النُّدْبَة الشَّريف : «... اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ ... واجعلنا مِمَّن يأخذ بحجزتهم ويمكث في ظلهم ...» (1) توصية عظيمة ، وبند وميزان عظيم ، ومعناه : أَنَّه يجب على الفقيه والعَالِم والمرجع والمؤمن والسياسي والتَّاجر والعسكري والأَمني وهلمَّ جرّاً الحذر في انتماءاته واصطفافاته في جملة الأَصعدة ، ويجب عليه المُكوث في ظلِّ أَهل البيت عليهم السلام ، ويأخذ بحجزتهم ليس إِلَّا ، ويجعل تلويناته دائماً مع مسارهم ومنظومتهم عليهم السلام. وهناك قضيَّة ونكتة لطيفة أُخرىٰ أَشار إِليها هذا البيان الشَّريف ، حاصلها : أَنَّه يجب على المخلوق أَنْ لا يُلوِّن نفسه ومسيرته بلون ومسيرة أَحد أَهل البيت الأَربعة عشر معصوماً عليهم السلام خاصَّة ، بل عليه الأَخذ بلون ومسيرة مجموع الأَربعة عشر معصوماً. هذا هو معنىٰ الهويَّة المهدويَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 99 : 109.