الرئيسية | تنبيهات وقضايا وملاحظات | قضايا و تنبيهات | معارف إِلٰهيَّة : ( 50 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الخمسون

معارف إِلٰهيَّة : ( 50 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الخمسون

23/04/2024


القضيَّة و التَّنْبِيه الخمسون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . / أَدوار أَهل البيت عليهم السلام الخفيَّة/ هناك أُمور وتدابير وأَنشطة قام بها أَهل البيت عليهم السلام ، وأَدوار مُهمَّة وحسَّاسة وخطيرة قدَّرت يد السَّماء غمرها وإِخفاءها في حياتهم عليهم السلام ؛ وذلك لأَسباب ، منها : أَنَّ طبيعة الدَّور تقتضي الخفاء ، وإِلَّا خار واخترم وانْدَرَسَ الهدف وأَصبح بواراً ؛ لشدَّة المواجهة ، ولسعات الأَقلام المأجورة ، وخذفات الأَلسن ؛ ومن ثَمَّ كان سنخها مغفولاً عنه ، وفي طيِّ النِّسيان. وعليه : فإِذا رام الباحث الإِطِّلاع على شخصيَّة ودور وحقيقة ومنهاج وسيرة وهدي أَهل البيت عليهم السلام كحُجَّة شرعيَّة ودينيَّة ومعرفيَّة تامَّة الشرائط ؛ كيما تُؤم وتُتَّبع وتُقتدىٰ ، ويُتعرَّف على صورةٍ متوازنةٍ ومُتكاملةٍ عن منهاجهم فلا يتحقَّق ذلك من خلال دورهم عليهم السلام المُعلن فحسب ، بل لا بُدَّ من التَّحدُّر والتَّرسُّل ؛ والإِنهماك في مزيد تتبُّع ؛ لتُلمس رؤوس الخيوط والقصَّصات ؛ للملمة أَدوارهم ، وقراءة ملفَّاتها الخفيَّة ؛ كيما تتَّضح الصُّورة الكاملة والمتوازنة لمنهاجهم عليهم السلام الحقيقيَّة الكاملة ، وإِلَّا فخرط القتاد ، وغبن وظلامة لهم عليهم السلام ، وبتر عن الواقع والحقيقة ، وانعكاس على منهج ومسيرة الأَجيال اللَّاحقة. وهذه قضيَّة علميَّة ومعرفيَّة واعتقاديَّة ودينيَّة خطيرة جِدّاً قبل أَن تكون تأريخيَّة ، ولها تداعيات كثيرة على المنهاج العلمي ، والعقائدي ، والمعرفي ، والفقهي ، والسياسي ، والأَخلاقي ، والإِجتماعي ، وهلمَّ جرّاً. وللتَّوضيح : خُذ المثالين التَّاليين : الأَوَّل : دور أَمير المؤمنين عليه السلام في الفتوحات الإِسلاميَّة من جانبها المُشرق(1)(2)، فإِنَّه بعدما أُنيط برمَّته به عليه السلام مارسه بصورةٍ خفيَّةٍ ، وعلى اثرها وعوامل أُخرىٰ أُخفي ـ دوره عليه السلام ـ في كُتُب التأريخ ، نعم يوجد كقصَّصات وشواهد متناثرة ومبعثرة في كُتُب الفريقين. إِذَنْ : أَصل الفتوحات وتدبيراتها ونجاحاتها في عصر خلفاء السقيفة الثلاثة كانت بيده صلوات اللّٰـه عليه وإِدارته المباركة ؛ بعدما لم تكن لديهم أَيُّ أَهليَّة لإِدارة مجموعة صغيرة وحضيرة من البشر فضلاً عن إِدارة : دولة ، وعسكر ، وأَمن إِجتماعي ، واقتصادي ، وهلمَّ جرّاً. بل كانت صفتهم المُميَّزة : الهزيمة ، وعدم الثبات في المواقف ، ولم يُنقل عنهم إِلَّا الجعجعة ، من دون طحن ولا طعن ولا ضرب ولا طعان قَطُّ ، والشجاعة والثبات في المواقف من أَساسيَّات وصفات الركن في القائد والأَمير ، وعلى طرف النقيض من ذلك ثبات ومواقف أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام ، فأَين الذهب من الرَّغام ، وأَين العذْبُ من الأُجاج!! وذاك التأريخ فاطرقه تسمع الجواب والعجب العجاب ، بل هلمَّ معي لنكشف نقاب البعض ، فلاحظ : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام ، عن عامر بن وائلة ، قال : «سمعتُ عليّاً عليه السلام يقول يوم الشورىٰ : نشدتكم باللّٰـه هل فيكم أَحد قال له رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله حين رجع عمر يجبِّن أَصحابه و يجبِّنُونه قد رَدَّ راية رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله منهزماً ، فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : لأُعطين الراية غداً رَجُلاً ليس بفرَّار ، يحبّه اللّٰـه ورسوله ، ويحبُّ اللّٰـه ورسوله ، لا يرجع حتَّىٰ يفتح اللّٰـه عليه...»(3). 2ـ ما ورد في الإِرشاد : «ثُمَّ تلت الحديبيَّة خيبر ، وكان الفتح فيها لأَمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب ، وظهر من فضله في هذه الغزاة ما أَجمع على نقله الرُّواة ، وتفرَّد فيها من المناقب ما لم يشركه فيها أَحَد من النَّاس، فروىٰ ... قالوا: لـمَّا دنا رسول اللّٰ صلى الله عليه واله من خيبر قال للنَّاس: «قفوا» ... فدعا رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله أبا بكر فقال له: «خذ الراية» فأخذها في جمع من المهاجرين ، فاجتهد فلم يغن شيئاً ، فعاد يؤنِّب القوم الَّذين اتَّبعوه ويؤنِّبونه ، فلمَّا كان من الغد تعرَّض لها عمر فسار بها غير بعيد ، ثُمَّ رجع يجبِّن أَصحابه ويجبِّنونه ، فقال النَّبيّ صلى الله عليه واله : «ليست هذه الراية لِـمَنْ حملها ، جيؤني بعليِّ بن أَبي طالب ... يأخذها بحقها ليس بفرار» ...»(4). 3ـ ما ورد عن الواقدي : «... فأخذ أَبو بكر راية المهاجرين فقاتل بها ثُمَّ رجع منهزماً ، ثُمَّ أَخذها عمر من الغد فرجع منهزماً يجبِّن النَّاس ويجبِّنُونه حتَّىٰ ساء رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ذلك ، فقال : «لأُعطينَّ الراية غداً رَجُلاً كرّاراً غير فرَّاراً» ...»(5). 4ـ قول أَبي بكر لعمر في حقِّ أَمير المؤمنين عليه السلام : «أَنسيتَ له يوم أُحد؟ وقد فررنا بأَجمعنا ، وصعدنا الجبل ...»(6). 5ـ قول عمر ، عن أَبي واثلة (وائل خ. ل) شقيق بن سلمة ، قال : «كنت أُماشي عمر بن الخطَّاب إِذْ سمعتُ منه همهمة ، فقلت له : مه يا عمر ، فقال : ويحكَ أَمَا ترىٰ الهزبر القثم ابن القثم ، والضَّارب بالبهم ، الشَّديد على مَنْ طغا وبغا بالسيفين والرَّاية ، فالتفتُ فإذا هو عليُّ بن أَبي طالب ، فقلتُ له: يا عمر ، هو عليُّ بن أبي طالب ، فقال : أُدن مِنِّي أُحدِّثكَ عن شجاعته وبطالته : بايعنا النَّبيّ صلى الله عليه واله يوم أُحد على أَنْ لا نفرَّ ، ومَنْ فرَّ مِنَّا فهو ضالُّ ، ومَنْ قُتِلَ مِنّا فهو شهيد ، والنَّبيّ صلى الله عليه واله زعيمه ، إِذ حمل علينا مائة صنديد تحت كلّ صنديدٍ مائة رَجُل أَو يزيدون ، فأزعجونا عن طاحونتنا ، فرأيتُ عليّاً كالليث يتَّقي الذر (الدرق خ. ل) ، إِذ قد حمل كفّاً من حصىٰ فرمىٰ به في وجوهنا ، ثُمَّ قال : «شاهت الوجوه ، وقُطَّت وبُطَّت ولُطَّت ، إِلى أَين تفرُّون؟ إِلى النَّار؟» فلم نرجع ، ثُمَّ كرَّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت ، فقال: «بايعتم ثُمَّ نكثتم ، فواللّٰـه لأَنتم أَولىٰ بالقتل ممَّنْ أَقتل»، فنظرتُ إِلى عينيه كأنَّهما سليطان يتوقَّدان ناراً ، أَو كالقدحين المملوّين دماً ، فما ظننتُ إِلَّا ويأتي علينا كلّنا ، فبادرت أَنا إِليه من بين أَصحابي فقلتُ : يا أَبا الحسن اللّٰـه اللّٰـه ، فإِنَّ العرب تفرُّ وتكرُّ ، وإِنَّ الكرَّة تنفي الفرَّة ، فكأنَّه استحيىٰ ، فولَّىٰ بوجهه عنِّي ، فما زلت أَسكن روعة فؤادي ، فواللّٰـه ما خرج ذلك الرُّعب من قلبي حتَّىٰ السَّاعة. ولم يبق مع رسول اللّٰـه إِلَّا أَبو دُجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين عليه السلام ، وكلَّما حملت طائفة على رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله استقبلهم أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه فيدفعهم عن رسول اللّٰـه ، ويقتلهم حتَّىٰ انقطع سيفه ، وبقيت مع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله نسيبة بنت كعب المازنيَّة ، وكانت تخرج مع رسول اللَّـه صلى الله عليه واله في غزواته تداوي الجرحىٰ ... فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : «لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان» ...»(7). 6ـ ما رواه زيد بن وهب : «قلتُ لابن مسعود : انهزم النَّاس عن رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله حتَّىٰ لم يبقَ معه إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وأَبو دجانة وسهل بن حنيف ، فقال : انهزم النَّاس إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وحده ... وأين كان أَبو بكر وعمر ؟ قال : كانا ممَّن تنحّىٰ ، قلتُ : وأَين كان عثمان ؟ قال : جاء بعد ثالثة من الوقعة ، فقال له رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله: لقد ذهبت فيها عريضة ؟ ... قلتُ له: إِنَّ ثبوت عليّ عليه السلام في ذلك المقام لعجب ، فقال : إِن تعجَّبت من ذلك فقد تعجَّبت منه الملائكة ...». وفي حديث عمران بن حصين ، قال : «... فرفع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله رأسه إِليه ، فقال له : ما بالكَ لم تفرَّ مع النَّاس ؟ فقال : يا رسول اللّٰـه ، أأرجع كافراً بعد إِسلامي...»(8). 7ـ عن ابن أَبي الحديد : «روىٰ كثير من أَصحاب الحديث : أَنَّ عثمان جاء بعد ثالثة إِلى رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ، فسأله : إِلى أَين انتهيت ؟ فقال : إِلى الأَعوص فقال : لقد ذهبت فيها عريضة»(9). 8ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام الوارد في أَحداث معركة حنين ، قال : «... فلمَّا صلَّىٰ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد ، وكانت بنو سليم على مُقدّمته فخرج عليهم كتائب هوازن من كلِّ ناحية ، فانهزمت بنو سليم ، وانهزم من وراءهم ، ولم يبق أَحَد إِلَّا انهزم ، وبقي أَمير المؤمنين عليه السلام يُقاتلهم في نفر قليل ، ومرَّ المنهزمون برسول اللّٰـه صلى الله عليه واله لا يلوون على شيءٍ ... فأقبل رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ينادي: «يا معشر الأَنصار أين؟ إِليَّ ، أَنا رسول اللّٰـه» فلم يلو أَحد عليه ، وكانت نسيبة بنت كعب المازنيَّة تحثو في وجوه المنهزمين التراب ، وتقول : أين تفرُّون ؟ عن اللّٰـه وعن رسوله؟ ومرَّ بها عمر فقالت له : ويلك ، ما هذا الَّذي صنعت ؟ فقال لها : هذا أمر اللّٰـه ...»(10). 9ـ ما ذكره ابن أَعثم الكوفي في كتاب الفتوح في فتح نهاوند وحروبها ، واجتماع الأَعاجم بها لاستئصال المسلمين ومحو بلادهم ، وما أَصاب عمر بن الخطَّاب من رعدةٍ ونفضةٍ سمع المسلمون على إِثرها أَطيط أضراسه رعباً وجبناً وهولاً وفزعاً حينما أُخبر بعدَّة وعدد الأَعاجم واستحضاراتهم وما ينونه من خطر بالمسلمين وبلادهم ، وما طرحه أَعلام ورؤوس الصحابة من معالجات ضحلة وهابطة ، وما طرحه أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه من خارطة معالجات ولَّدت نصر المسلمين بعد استنجاد عمر بن الخطَّاب به صلوات اللّٰـه عليه ، قال ابن أَعثم : «وتحرَّكت الأعاجم بأرض نهاوند ، واجتمعوا بها ، وكتب بعضهم إِلى بعضٍ : أَنْ يكون اجتماعهم بها ، قال: فاجتمع أَهل الري وسمنان والدامغان وما والاها بنهاوند في عشرين أَلفا ، وأَهل ساوه وهمذان في عشرة آلاف ، وأهل نهاوند خاصَّة في عشرة آلاف ، وأهل قم وقاشان في عشرين أَلفا ، وأَهل أصفهان في عشرين أَلفاً ، وأَهل فارس وكرمان في أَربعين ألفاً ... فأقبل إِليهم أَهل أذربيجان في ثلاثين أَلفاً ، فذلك خمسون أَلفاً ومائة أَلف ، ما بين فارس وراجل من المرازبة والأَساورة والأَبطال المعدودين ، المذكورين في كُلِّ بلد من أَرض الفرس ، ثُمَّ إِنَّهم جمعوا نيفاً وسبعين فيلاً يريدون التهويل على خيول المسلمين ، ثُمَّ أَقبل بعضهم على بعض فقالوا: ... قد اجتمعتم من كُلِّ بلدٍ ، وليس فيكم إِلَّا رماة الحدق وأَحلاس السيوف والدرق ، فتعالوا بنا حتَّىٰ ننفي مَنْ بقربنا من جيوش العرب ، ثُمَّ إِنَّا نسير إِليهم في ديارهم فنستأصلهم عن جديد الأَرض ... فتعاقدوا على أَمرهم وتعاهدوا وعزموا على جهاد المسلمين ، وبلغ ذلك أَهل الكوفة ، فاجتمعوا إِلى أَميرهم عمَّار بن ياسر ... فقالوا: الرأَي في ذلك أَنْ نكتب إلى أَمير المؤمنين ونعلمه بذلك ... قال عمَّار : أفعل ذلك إِنْ شآء اللّٰـه تعالى ... كتاب عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطَّاب ... أَمَّا بعد ... أَنَّ أَهل الري وسمنان وساوه وهمذان ونهاوند وأصفهان وقم وقاشان وراوند واسفندهان وفارس وكرمان وضواحي أَذربيجان قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة أَلف من فارسٍ وراجلٍ من الكفَّار ، وقد كانوا أَمروا عليهم أَربعة من ملوك الأعاجم ، منهم : ذو الحاجب خرزاد بن هرمز وسنفاد بن حشروا ... وأَنَّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا وتكاتبوا وتواصوا وتواثقوا على أَنَّهم يخرجوننا مِنْ أَرضنا ويأتونكم من بعدنا ، وهم جمع عتيد ، وبأس شديد ، ودواب فره ، وسلاح شاك ... فإِنِّي أخبرك يا أَمير المؤمنين أَنَّهم قد قتلوا كُلَّ مَنْ كان مِنَّا في مدنهم ، وقد تقاربوا مِمَّا كُنَّا فتحناه من أَرضهم ، وقد عزموا أَنْ يقصدوا المدائن ويصيروا منها إلى الكوفة ، وقد واللّٰـه هالنا ذلك ، وما أَتانا من أَمرهم وخبرهم ، وكتبتُ هذا الكتاب إِلى أَمير المؤمنين ليكون هو الَّذي يرشدنا وعلى الأُمور يدلّنا ...قال: فلَمَّا ورد الكتاب على عمر بن الخطَّاب ... وقرأه ، وفهم ما فيه وقعت عليه الرعدة والنفضة حتَّىٰ سمع المسلمون أَطيط أَضراسه ، ثُمَّ قام عن موضعه حتَّىٰ دخل المسجد ، وجعل ينادي : أَين المهاجرون والأَنصار؟ أَلَا! فاجتمعوا رحمكم اللّٰـه وأعينوني ... فأَقبل إِليه النَّاس من كُلِّ جانب ... فقال : إِنَّ الفرس ... ليست لهم همَّة إِلَّا المدائن والكوفة ... وهذا يوم له ما بعده من الأَيّام ، فاللّٰـه اللّٰـه يا معشر المسلمين! أَشيروا عَلَيَّ رحمكم اللّٰـه ... وكان أَوَّل من وثب على عمر بن الخطَّاب وتكلَّم طلحة بن عبيد اللّٰـه ، فقال : ... ثُمَّ وثب الزبير بن العوام ، فقال : ... فقال عمر : أريد غير هذين الرأيين ، قال : فوثب عبد الرحمٰن بن عوف الزهري ، فقال : ... فاعمل برأيك ... وسر إِلى أَعداء اللّٰـه بنفسكَ ونحن معكَ ... فقال عمر : أُريد غير هذا الرأي ، فتكلَّم عثمان بن عفان ... فقال : ... وأنا أُشير عليكَ أَنْ تسير أَنتَ بنفسكَ إِلى هؤلاء الفجَّار بجميع من معك من المهاجرين والأَنصار ... ولكنِّي أَرىٰ أَنْ تكتب إلى أَهل الشَّام فيقبلوا عليكَ من شامهم ، وإِلى أَهل اليمن فيقبلوا إِليك من يمنهم ، ثُمَّ تسير بأهل الحرمين مكَّة والمدينة إلى أَهل المصرين البصرة والكوفة ، فتكون في جمع كثير وجيش كبير ، فتلقىٰ عدوِّكَ بالحد والحديد ، والخيل والجنود. فقال عمر: هذا أَيضاً رأي ليس يأخذ بالقلب ، أريد غير هذا الرأي ، قال : فسكت النَّاس ، والتفت عمر ... إلى عَلِيّ رضي اللّٰـه عنه فقال : يا أبا الحسن! لِمَ لا تُشير بشيءٍ كما أشار غيرك؟ قال: فقال عَلِيّ : ... فقد رأَيتُ قوماً أَشاروا عليك بمشورةٍ بعد مشورة فلم تقبل ذلك منهم ، ولم يأخذ بقلبكَ شيء مِمَّا أَشاروا به عليك ؛ لأَنَّ كُلَّ مشير إِنَّما يشير بما يدركه عقله ، وأُعلمكَ ... إِنْ كتبتَ إِلى الشام أَنْ يقبلوا إِليكَ من شامهم لم تأمن من أَنْ يأتي هرقل في جميع النصرانيَّة فيغير على بلادهم ويهدم مساجدهم ويقتل رجالهم ويأخذ أَموالهم ويسبي نساءهم وذُرِّيَّتهم ، وإنْ كتبتَ إلى أَهل اليمن أَنْ يقبلوا من يمنهم أغارت الحبشة أَيضا على ديارهم ونسائهم ... وإِنْ سرتَ بنفسكَ مع أَهل مكَّة والمدينة إلى أَهل البصرة والكوفة ثُمَّ قصدتَ بهم قصد عدوّكَ انتقضت عليك الأَرض من أَقطارها وأَطرافها ، حتَّىٰ إِنَّكَ تريد بأن يكون مَنْ خلَّفته وراءك أَهمُّ إِليكَ مِمَّا تريد أَنْ تقصده ، ولا يكون للمسلمين كانفة تكنفهم، ولا كهف يلجؤون إليه ، وليس بعدك مرجع ولا موئل إذ كُنتَ أَنتَ الغاية والمفزع والملجأ ، فأقم بالمدينة ولا تبرحها ؛ فإنَّه أَهيب لكَ في عدوِّكَ وأَرعب لقلوبهم ؛ فإنَّكَ متىٰ غزوت الأعاجم بنفسكَ يقول بعضهم لبعض : إِنَّ ملك العرب قد غزانا بنفسه ؛ لقلَّة أَتباعه وأَنصاره ، فيكون ذلك أَشدُّ لكلبهم عليكَ وعلى المسلمين ، فأقم بمكانكَ الَّذي أَنتَ فيه ، وابعث من يكفيك هذا الامر ... فقال عمر ... : يا أَبا الحسن ، فما الحيلة في ذلك وقد اجتمعت الأَعاجم عن بكرة أَبيها بنهاوند في خمسين ومائة ألف يريدون استئصال المسلمين؟ ... فقال له عَلِيٌّ بن أبي طالب عليه السلام : الحيلة أَنْ تبعث إِليهم رجلاً مُجرَّباً قد عرفته بالبأس والشدَّة ، فإِنَّكَ أَبصر بجندكَ وأعرف برجالكَ ... فقال له عمر : نِعْمَ ما قلت يا أبا الحسن! ولكنِّي أَحببتُ أَنْ يكون أَهل البصرة والكوفة هم الَّذين يتولون حرب هؤلاء الأَعاجم ... فقال له عَلِيّ رضي اللّٰـه عنه : إِنْ أَحببتَ ذلك فاكتُب إِلى أَهل البصرة أَنْ يفترقوا على ثلاث فرق : فرقة تقيم في ديارهم فيكونوا حرساً لهم يدفعون عن حريمهم ، والفرقة الثانية يقيمون في المساجد يعمّرونها بالأَذان والصَّلاة؛ لكيلا يُعَطَّل الصَّلاة ويأخذون الجزية من أَهل العهد ، لكيلا ينتفضوا عليك، والفرقة الثالثة يسيروا إِلى إِخوانهم من أَهل الكوفة ، ويصنع أَهل الكوفة أَيضاً كصنع أَهل البصرة ، ثُمَّ يجتمعون ويسيرون إِلى عدوَّهم ؛ فإِنَّ اللّٰـه عزَّوجلَّ ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم ، فثق باللّٰـه ، ولا تيأس من روح اللّٰـه ؛ إِنَّه لا ييأس من روح اللّٰـه إِلَّا القوم الكافرون. قال : فلَمَّا سمع عمر مقالة عَلِيٌّ كرم اللّٰـه وجهه ومشورته أقبل على النَّاس ، وقال : ويحكم! عجزتم كُلَّكُم عن آخركم أَنْ تقولوا كما قال أبو الحسن ... ثُمَّ أقبل عليه عمر ... فقال : يا أبا الحسن! فأشر عَلَيَّ الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أَجعله أَميراً وأستكفيه من هؤلاء الفرس ، فقال عَلِيّ رضي اللّٰـه عنه: قد أصبته ، قال عمر : وَمَنْ هو؟ قال : النعمان بن مقرن المزني ، فقال عمر وجميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن! وما لها من سواه...»(11). وهذا(12) بحث متداخل الأَضلاع والزوايا كتداخل أَسنان دوارة الرحىٰ ، ونكتة عذراء ما فُضَّت قَطُّ ، مرَّت عليها الدُّهور والأَزمان وعلماء الإِماميَّة (أَعزَّهم اللّٰـه) حاموا حومها ؛ ولم يطوفوا طورها بنبرة شفة ، فلم تفرز ملفَّاته المُتشابكة ؛ لكنَّه لو فكَّكه الناقد البصير بمراجعة التأريخ ، والاستعانة بملحمة التَّحليل ، وسندان التَّعَمُّق ، وغوص بحر الفكر ؛ لظهرت للخلق أَنباؤها ، ولطفح الخبر اليقين ؛ يعقله الجاهل ويفهمه الغبي ، وانكشف بلا شكٍّ ولا خفاء نقاب الدَّسِّ والظَّنِّ والتَّخمين ، وصار رجوع خيوط الفتوحات طُرّاً في جانبها المشرق كواصف الشَّمس بالضوء إِلى سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وأَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام. بل لم يقم للإِسلام شعاع نور قَطُّ إِلَّا ببركته صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام ، فلا يُقاس بهم من هذه الأُمَّة أَحد ولا يُسوَّىٰ بهم مَنْ جَرَت نعمتهم عليه أبداً : هم أَساس الدِّين ، وعماد اليقين ، إِليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التَّالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصيَّة والوراثة. وليس في ذلك نحو تعصُّب أَو عاطفة ـ وإِنْ كانتا بلحاظهم نوراً ـ بل للشَّواهد التأريخيَّة الصَّارخة بها قصَّاصات كُتُب العامَّة قبل كُتُب الخاصَّة. فانظر : ما تُشير إِليه بيانات الوحي والتقول التأريخيَّة ، منها : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه في جوابه على سؤال مَنْ قال له : «يا أَمير المؤمنين ، أَرأَيتَ لو كان رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم ، وآنس منه الرشد ، أَكانت العرب تُسَلِّم إِليه أَمرها ؟ قال : لا ، بل كانت تقتله إِنْ لم يفعل ما فعلت ، إِنَّ العرب كرهت أَمر مُحَمَّد صلى الله عليه واله وحسدته على ما آتاه اللّٰـه من فضله ، واستطالت أَيَّامه حتَّىٰ قذفت زوجته ، ونَفَّرت به ناقته ، مع عظيم إِحسانه إِليها ، وجسيم مننه عندها ، وأَجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأَمر عن أَهل بيته بعد موته ، ولو لا أَنَّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إِلى الرئاسة وسِلَّماً إلى العزِّ و الإِمرة ، لَـمَا عبدت اللّٰـه بعد موته يوماً واحداً ، ولأَرتدَّت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعاً ، وبازلها بكراً ، ثُمَّ فتح اللّٰـه عليها الفتوح ، فأثرت بعد الفاقة ، وتموَّلت بعد الجهد والمخمصة ... ثُمَّ نُسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأُمراء القائمين بها ، فتأَكَّد عند النَّاس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكُنَّا نحن مِـمَّن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتَّىٰ أَكل الدَّهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأَحقاب بما فيها ، ومات كثير مِـمَّن يعرف ، ونشأ كثير مِـمَّن لا يعرف. وما عسىٰ أَنْ يكون الولد لو كان ! إِنَّ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله لم يقرِّبني بما تعلمونه من القرب للنَّسب واللحمة ، بل للجهاد والنصيحة ، أَفتراه لو كان له ولد هل كان يفعل ما فعلت ! وكذلك لم يكن يقرب ما قربت ، ثُمَّ لم يكن عند قريش والعرب سبباً للحظوة والمنزلة ، بل للحرمان والجفوة ، اللَّهمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أَرد الإِمْرَة ، ولا علو الملك والرياسة ، وإِنَّما أَردتُ القيام بحدودك، والأَداء لشرعكَ ، ووضع الأُمور في مواضعها ، وتوفير الحقوق على أَهلها ، والمضي على منهاج نبيّكَ ، وإِرشاد الضال إِلى أَنوار هدايتك»(13). ودلالته واضحة. وقوله صلوات اللّٰـه عليه : «ثُمَّ نُسبت تلك الفتوح إِلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأُمراء القائمين بها ، فتأَكَّد عند النَّاس نباهة قوم وخمول آخرين» يُعرِّض وبسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ؛ فإِنَّ ما قدَّموه للإِسلام من جهود وآراء وحسن تدبير أَخذته الأُمراء والولاة، واحتالوا عليها ونسبوها لأَنفسهم ظلماً وجوراً ، وهذا ما يشير إِليه تتمَّة هذا البيان الشَّريف : «فكُنَّا نحن مِـمَّن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتَّىٰ أَكل الدَّهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأَحقاب بما فيها، ومات كثير مِـمَّن يعرف ، ونشأ كثير مِـمَّن لا يعرف». / رجوع المسلمين إِلى جادَّة الحقِّ/ / قتل المستولي الثالث وتولية أَمير المؤمنين عليه السلام بالإِجماع/ / الإِجماع على تولية أَمير المؤمنين عليه السلام سابقة لم تحدث في التأريخ ولن تحدث/ ومنه تَتَّضح : نكتة محاصرة أَهل مصر والعراق والبحرين القديمة والصَّحابة للمستولي الثالث عثمان وإِزالته عن ملكه ؛ فبعدما اتَّسع الخرق على الرَّاقع ، وبان الصبح لذي عينين ؛ لبريق حال أَمير المؤمنين عليه السلام ، ولمعان صفاته وأَفعاله ، فانبثق نور الحقيقة وتجلَّىٰ ظلام الجهل ، فشُمَّ برق النجاة ؛ طَأْطَأَتْ على إِثره رؤوس المسلمين فأَرحلوا مطايا التَّشمر : فقتلوا عثمان ونصَّبوا سيِّدَ الأَوصياء عليّ بن أَبي طالب عليه السلام بانتخابٍ شعبيٍّ لم يتمَّ ذلك لأَحدٍ من المستولين الثلاثة الَّذين راموا كسر راية الهدىٰ ، ومحو الكلمة الَّتي الزمها اللّٰـه للمتقين ، فإِنَّ الأَوَّل قد أَتىٰ بالسيف والإِرغام ، والثَّاني بالتَّنصيب ، والثَّالث بالثَّلاثة ، بل لم تتمَّ لأَحدٍ من المسلمين قَطُّ ، بل ولا لجملة البشريَّة. فانظر : بيانات الوحي والنقول التأريخيَّة ، منها : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... فإِنَّ اللّٰـه عزَّوجلَّ بعث محمَّداً صلى الله عليه واله للنَّاس كافَّة ... وكان من بعده ما كان من التَّنازع في الأَمر ، وتولَّىٰ أَبو بكر ، وبعده عمر ، ثُمَّ عثمان ، فلَمَّا كان من أَمره ما كان أَتيتموني فقلتم : «بايعنا» فقلتُ : «لا أَفعل» فقلتم : «بلىٰ» فقلت : «لا» وقبضتُ يدي فبسطتُّموها ، ونازعتكم فجذبتموها ، وتداككتم عَلَيَّ تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها ، حتَّىٰ ظننتُ أَنَّكم قاتلي ، وأَنَّ بعضكم قاتل بعض ، فبسطتُ يدي فبايعتموني مختارين ...»(14). فأَين يوجد مِثْل هذا ؟! أَظنَّ ظانٌّ أَنَّه يوجد في غير آل الرسول صلى الله عليه واله ؟! كلا وربُّ الرَّاقصات. وهذا لم يكن محض صدفة ، بل لحضوره عليه السلام السَّاخن في السَّاحة والميدان ، وهذا ما قصده عثمان حين وجَّه خطابه له عليه السلام بقوله : «إِنْ تربصتَ بي فقد تربصتَ بِمَنْ هو خيرٌ منِّي ومِنكَ ...»(15). وهذه صفحة من صفحات سيرته عليه السلام المغمورة ، بعدما أَشتبهت الأَقلامُ وشطَّ الكلامُ وشطح المقالُ ، فنسبوه صلوات اللّٰـه عليه خَطَأً واشتباهاً بعد رحيل سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : جليس داره مدَّة خمسة وعشرين سنة، ونسوا أَنَّه : الشَّمسُّ الطَّالعة للعَالَم وهي بالأُفق بحيث لا تنالها الأَيدي والأَبصار ، والبدر المنير ، والسِّراج الزَّاهر ، والنُّور السَّاطع ، والنَّجم الهادي في غياهب الدُّجىٰ ، والبيد القفار ، ولُـجَج البحار. الثَّاني : دور الإِمام الصَّادق عليه السلام ، فهناك صفحات جمَّة مُغيَّبة في حياته الشَّريفة ، منها : إِتِّبَاع أَهالي دول المغرب العربي(16) ـ مصر وتونس والجزائر والمغرب ـ لمدرسة أَهل البيت عليهم السلام ؛ فإِنَّه تمَّ على يديه الكريمتين ، فقد ربَّىٰ جماعة من تلامذته ، بل وبعض أَبنائه وأَحفاده وأرسلهم إِلى تلك الدُّول. هذه هي البذرة الأُوْلىٰ لولادة الدَّولة الإِسماعليَّة والفاطميَّة. وعصارة القول : ينبغي لطالب الحقيقة السَّعي ومحاولة كشف ملفَّات وأَدوار أَهل البيت عليهم السلام الخفيَّة ؛ لتتمَّ النَّظرة الشَّاملة والكاملة والمتوازنة لحقائقهم عليهم السلام ؛ الجامعة لمجالات وعلوم لا حصر لها ، وأَنَّ كلَّ واحدٍ منهم صلوات اللّٰـه عليهم : رَجُل التَّدبير ، والفتح الثقافي والعقائدي والمعرفي في السِّرِّ والعلن. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . (1) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الجوانب المُشرقة في الفتوحات تعود إِلى سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام. (2) هناك جوانب سُود ومظلمة وملفَّات مخزية حصلت بشكل مُمنهج في الفتوحات ، وكنظام بديل عن الإسلام كانت تُقَام فيها الليالي الحمراء ، فصارت سُبَّة وسبباً لتشويه تلك الفتوحات ، بل الإِسلام ، لكنَّه أَمر آخر. (3) بحار الأَنوار ، 21 : 20/ح15. (4) المصدر نفسه : 14 ـ 15/ح11. (5) بحار الأَنوار ، 21 : 21/ح17. (6) الاحتجاج ، 1 : 130. (7) بحار الأَنوار ، 20 : 52 ـ 54. (8) بحار الأَنوار ، 20 : 84 ـ 85. (9) المصدر نفسه : 139. شرح نهج البلاغة لابن أَبي الحديد ، 3 : 388. (10) بحار الأَنوار ، 21 : 149 ـ 150. (11) الفتوح ، أَحمد بن أَعثم الكوفي ، 2 : 389 ـ 295. (12) اسم الإشارة عائد إِلى النكتة المُتقدِّمة ؛ وهي : أَنَّ جميع الفتوحات الإِسلاميَّة في جانبها المُشرق في زمن خلفاء السقيفة الثلاث عائدة إِلى أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه. (13) نهج البلاغة ، شرح ابن أَبي الحدد المعتزلي ، 20 : 298 ـ 299/ح414. (14) الإِحتجاج ، 1 : 236. (15) المصدر نفسه : 229. (16) هناك قبيلة من أَكبر قبائل البربر الأمازيغا ، تقطن دول : تونس والجزائر والمغرب تسمَّىٰ : (كوتاما) لا زالت باقية على مدرسة أَهل البيت عليهم السلام.