الرئيسية | تنبيهات وقضايا وملاحظات | قضايا و تنبيهات | معارف إِلٰهيَّة : ( 53 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثالث و الخمسون

معارف إِلٰهيَّة : ( 53 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثالث و الخمسون

23/04/2024


القضيَّة و التَّنْبِيه الثالث و الخمسون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . / مقام الحُجِّيَّة الإِلهيَّة أَعَمُّ من النُّبوَّة والرسالة/ / (المُلك) عنوان من عناوين الإِمامة الإِلهيَّة / من مميِّزات ومختصَّات مدرسة أَهل البيت عليهم السلام : أَنَّها لا تُخصِّص مقام الحُجِّيَّة بالنُّبوَّة والرِّسالة ، بل تُعمّمه لمقام الإِمامة الإِلٰهيَّة ، وقد وردت في بيانات وحيانيَّة كثيرة ، وبعناوين مختلفة ، منها : المُلك ، قال تعالىٰ : [أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا](1)، أَي : إِماماً يملك الأُمور ؛ فمع أَنَّ طالوت ليس برسول ولا نبيٍّ ، لكنَّه بُعث وقُلِّد بمقاليد سماويَّة مُعيَّنة، وهي بعثة : مُلك واصطفاء ، وحاكميَّة ، وإِدارة وتدابير إِلٰهيَّة. وقوله تقدَّس ذكره : [إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ](2)برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ طالوت من المصطفين ، ومبعوث بعثة إِمامة من قِبَل اللّٰـه سبحانه وتعالىٰ ، وله ولاية تطبيق الشريعة. وقوله جلَّ قوله : [فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ](3). برهان وحيانيّ دالّ على أَنَّ قِوام الإِمامة الإِلٰهيَّة لا يحصل إِلَّا بالتولِّي والتَّبرِّي. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1) البقرة : 246 ـ 247. (2) البقرة : 247. (3) البقرة : 249.