الرئيسية | تنبيهات وقضايا وملاحظات | قضايا و تنبيهات | معارف إِلٰهيَّة : ( 62 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثاني و الستون

معارف إِلٰهيَّة : ( 62 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثاني و الستون

23/04/2024


القضيَّة و التَّنْبِيه الثاني و الستون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . /إِمامة أَهل البيت عليهم السلام تدفع وترفع اصطكاك وتخاصم المخلوقات المُكرَّمة/ إِنَّه لولا أَصحاب الكساء صلوات اللّٰـه عليهم ، وهذا البيت والأُسرة الكونيَّة العوالميَّة لحصل الإِصطكاك والتصادم والتخاصم والاختلاف بين جملة كُمَّل البشر ـ الأَنبياء والرُّسل والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام ـ في إِدارة الدولة الإِلٰهيَّة ، بل ولحصل ذلك أَيضاً بين من يديرها من سائر المخلوقات كالملائكة ، وإِلى هذا الإِصطكاك تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّ قوله : [مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ](1). وحلُّ ذلك الاصطكاك والتصادم والتخاصم والإِختلاف لا يكون إِلَّا بالأيادي الإِلٰهيَّة : أَهل البيت الأَطهار : سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. وإِلى هذا تشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... ويطيعنا كُلَّ شيءٍ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ...»(2). 2ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... الإِمام كلمة اللّٰـه ، وحُجَّة اللّٰـه، ووجه اللّٰـه ، ونور اللّٰـه ، وحجاب اللّٰـه ، وآية اللّٰـه يختاره اللّٰـه ويجعل فيه ما يشاء ، ويوجب له بذلك الطَّاعة والولاية على جميع خلقه ، فهو وليَّه في سماواته وأَرضه ، أَخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فَمَنْ تقدَّم عليه كفر باللّٰـه من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء ، وإِذا شَاءَ اللّٰـه شَاءَ ... ويرىٰ ما بين المشرق والمغرب ؛ فلا يخفىٰ عليه شيء من عَالَم المُلك والملكوت ... فالولاية هي حفظ الثغور ، وتدبير الأُمور ، وتعديد الأَيّام والشهور ... والنَّبيّ والعترة ... رأس دائرة الإِيمان ، وقطب الوجود ، وسمآء الجود ، وشرف الموجود، وضوء شمس الشرف ، ونور قمره ... فالإِمام هو السراج الوهاج ، والسبيل والمنهاج ... والغدير المغدق ، والمنهج الواضح المسالك ، والدليل إذا عمت المهالك ، والسحاب الهاطل ، والغيث الهامل ... والبحر الَّذي لا ينزف ... مهيمن اللّٰـه على الخلائق ، وأمينه على الحقائق ، حُجَّة اللّٰـه على عباده ... هذا كلّه لآل مُحمَّد لا يشاركهم فيه مشارك ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته، وولاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللّٰـه المخزون ، وأَوليآؤه المُقَرَّبون ... السَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها، ويعلم برها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ... فهم ... مبدء الوجود وغايته ، وقدرة الربّ ومَشِيَّته ... وحجج اللّٰـه على الأَوَّلين والآخرين ... وأَنَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيّة ، والولاية للذُّرِّيَّة الزَّكِيَّة ، والبراءة من أَعدائهم ...» (3). 3ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... وأَنا أَمير المؤمنين ... وخليفة ربّ العالمين ... والحُجَّة على أَهل السَّماوات والأَرضين وما فيهما وما بينهما...»(4). 4ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه ، عن سلمان ، قال : «... ثُمَّ إِنَّ أَمير المؤمنين عليه السلام أَمر الريح فسارت بنا إِلى جبل قاف فانتهيت(5) إِليه ، وإِذا هو من زمرّدة خضراء ، وعليها مَلك على صورة النسر ، فلَمَّا نظر إِلى أَمير المؤمنين عليه السلام قال المَلك : السَّلام عليك يا وصيّ رسول اللّٰـه وخليفته ، أَتأذن لي في الكلام ؟ فردَّ عليه السَّلام وقال له : إِنْ شئتَ تكلَّم ، وإِنْ شئتَ أَخبرتُكَ عمَّا تسألني عنه. فقال المَلك : بل تقول أَنتَ يا أَمير المؤمنين ، قال : تريد أَنْ آذن لكَ أَنْ تزور الخضر عليه السلام . قال : نعم. فقال عليه السلام: قد أذنتُ لك ، فأسرع المَلك ... فقال سلمان : يا أمير المؤمنين ، رأيتُ المَلك ما زار الخضر إِلَّا حين أَخذ إذنكَ. فقال عليه السلام : والَّذي رفع السَّمآء بغير عمد ترونها ، لو أَنَّ أَحدهم رام أَنْ يزول من مكانه بقدر نفس واحد لَـمَا زال حتَّىٰ آذن له ، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين وتسعة من ولد الحسين ...»(6). 5ـ بيان الإِمام الصادق عليه السلام ، عن المفضَّل ، قال : «... قلتُ له : يا بن رسول اللّٰـه ، فعلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام يدخل محبيه الجنَّة ومبغضيه النَّار أَو رضوان ومالك ؟ فقال : ... فعليّ بن أَبي طالب إِذاً قسيم الجنَّة والنَّار عن رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ، ورضوان ومالك صادران عن أمره ...»(7). 6ـ بيان الإِمام الجواد عليه السلام : «... إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ لم يزل متفرِّداً بوحدانيَّته ، ثُمَّ خلق مُحمَّداً وعليّاً وفاطمة فمكثوا أَلف دهر ، ثُمَّ خلق جميع الأَشياء فأشهدهم خلقهم ، وأجرىٰ طاعتهم عليها ، وفوَّض أُمورهم إليهم ...»(8). 7ـ بيان زيارتهم صلوات اللّٰـه عليهم : «... السَّلام على أُمراء الإِسلام، وملوك الأَديان ... السَّلام على كهوف الكائنات وظلّها ...»(9). ودلالة الجميع واضحة. ومنه يتَّضح : الجمّ الغفير من بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء مُخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما : «يا عَلِيُّ ، كُنتَ مع الأَنبياء سرّاً ، ومعي جهراً»(10). ثانياً : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «كُنتُ مع الأَنبياء باطناً ومع رسول اللّٰـه ظاهراً»(11). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صٓ : 69. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 7/ح1. (3) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (4) بحار الأَنوار ، 53 : 46 ـ 49/ح20. (5) في المصدر : (فانتهينا). (6) بحار الأَنوار ، 27 : 33 ـ 40/ح5. المختصر : 71 ـ 76. (7) بحار الأَنوار ، 39 : 195/ح5. علل الشرائع : 65. (8) بحار الأَنوار ، 15 : 19/ح29. (9) المصدر نفسه ، 99 : 53. (10) مشارق أَنوار اليقين : 248. الأَنوار النعمانيَّة ، 1 : 309. (11) مصباح الهداية : 142.