/ الفَائِدَةُ : (19) /

09/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / إِمامة أَهْلُ الْبَيْتِ عليهم السلام مُفعَّلة في العوالم السَّابقة واللَّاحقة / إِنَّ إِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم بعدما أُسندت لهم قبل ولادتهم دلَّ ذلك على تفعيل دورها قبل الولادة وفي العوالم السَّابقة كعَالَم الذَّرِّ والميثاق، بل وسيبقىٰ دورها مُفَعَّلاً في العوالم اللَّاحقة، كعَالَم البرزخ، والرَّجعة ، والقيامة ، والآخرة الأَبديَّة وبعدها. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ أَحد واحد، تفرَّد في وحدانيَّته، ثُمَّ تكلَّم بكلمة فصارت نوراً، ثُمَّ خلق من ذلك النُّور مُحمَّداً صلى الله عليه واله وخلقني وذرِّيَّتي ... فبنا احتجَّ على خلقه ... وذلك قبل أَنْ يخلق الخلق، وأَخذ ميثاق الأَنبياء بالإِيمان والنصرة لنا، وذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ] (1)، يعني: لتؤمننَّ بمُحمَّد صلى الله عليه واله ، ولتنصرنَّ وصيَّه، وسينصرونه جميعاً ... ولم ينصرني أَحدٌ من أَنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إِليه، وسوف ينصرونني، ويكون لي ما بين مشرقها إِلى مغربها، وليبعثنَّ الله أَحياءً من آدم إِلى مُحمَّدٍ صلى الله عليه واله كُلُّ نبيٍّ مرسل، يضربون بين يدي بالسَّيف هام الأَموات والأَحياء والثقلين جميعاً ... وَأَنا صاحب الرَّجعات والكرَّات ... والدَّولات العجيبات ... وَأَنا الحاشر إِلى الله ... وأَنا أَسمآء الله الحسنىٰ، وَأَمثاله العليا، وآياته الكبرىٰ، وأَنا صاحب الجنَّة والنَّار، اُسكن أَهل الجنَّة الجنَّة، وأُسكن أَهل النَّار النَّار، وإِليَّ تزويج أَهل الجنَّة، وإِليَّ عذاب أَهل النَّار، وإليَّ إِياب الخلق جميعاً، وأَنا الاياب الَّذي يؤوب إِليه كلُّ شيءٍ بعد القضاء، وإِلَيَّ حساب الخلق جميعاً، وأَنا صاحب الهبات، وأَنا المُؤذِّن على الأَعراف، وَأَنا بارز الشَّمس ... والحُجَّة على أَهل السَّماوات والأَرضين، وما فيهما وما بينهما، وَأَنا الَّذي احتجَّ الله به عليكم في ابتداء خلقكم، وأَنا الشَّاهد يوم الدِّين ...» (2). 2 ـ بیان الإِمام الصَّادق صلوات اللّٰـه عليه ، عن صفوان الجمال، قال: «دخلت على أَبي عبدالله عليه السلام فقلتُ: ... سمعتكَ تقول: شيعتنا في الجنَّة، وفيهم أَقوام مذنبون ... فقال عليهم السلام : هم في الجنَّة ... قلتُ: فداك أَبي وأُمِّي، فَمَنْ يردُّ المظالم؟ قال: الله عَزَّ وَجَلَّ يجعل حساب الخلق إِلى مُحمَّد وَعَلِيّ عليهما السلام ؛ فكلُّ ما كان على شيعتنا حاسبناهم مِـمَّا كان لنا من الحقِّ في أَموالهم، وكلُّ ما بينه وبين خالقه استوهبناه منه، ولم نزل به حتَّى ندخله الجنَّة برحمةٍ من الله، وشفاعة من مُحمَّدٍ وعَلِيٍّ عليهما السلام ...» (3). 3ـ بيان زيارتهم صلوات اللّٰـه عليهم: «... وإِياب الخلق إِليكم، وحسابهم عليكم ...» (4). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران: 81. (2) بحار الأَنوار، 53: 46 ـ 49/ح20. (3)المصدر نفسه ، 68: 114ـ 115/ح33. (4)المصدر نفسه ، 97: 344