/ الفَائِدَةُ : ( 61 ) /
18/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / التَّرابط في إِدارة الأَرض والملكوت / / آدم عليه السلام خليفة بالوكالة عن أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ] (1). 2ـ بیان سیِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، مُخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... يا عَلِيّ، إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ فَضَّلَ أَنبياءه المرسلين على ملائكته المُقرَّبين، وفضَّلني على جميع النَّبِيِّين والمرسلين، والفضل بعدي لكَ يا عَلِيّ وللأَئِمَّة من بعدكَ، وإِنَّ الملائكة لخدَّامنا ... لأَنَّ أَوَّل ما خلق الله عَزَّ وَجَلَّ: خلق أَرواحنا، فأَنطقنا بتوحيده وتحميده ثُمَّ خلق الملائكة فَلَمَّا شاهدوا أَرواحنا نوراً واحداً استعظموا أَمرنا فسبَّحنا؛ لتعلم الملائكة أَنَّا خلق مخلوقون، وَأَنَّه مُنَزَّه عن صفاتنا، فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا ونزَّهته عن صفاتنا ... فبنا اهتدوا إِلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده. ثُمَّ إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ خلق آدم فأودعنا صلبه وأَمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإِكراماً، وكان سجودهم للّٰـه عَزَّ وَجَلَّ عبوديَّة، ولآدم إِكراماً وطاعةً لكوننا في صلبه ... وقد سجدوا لآدم كُلَّهم أَجمعون ...» (2). براهين وحيانيَّة دالَّة ـ بقرينة سجود الملائكة وما شاكله ـ على أَنَّه لا يصلح مَنْ يُدير الأَرض إِلَّا أَنْ يكون هو المدير للملكوت. ودالَّة أَيضاً على أَنَّ خليفة الله عَزَّ وَجَلَّ العادل في الأَرض ليس آدم عليه السلام ؛ فإِنَّه خليفة بالوكالة، بل قادة إِلٰهيُّون أَرفع مقامات وأَخطر أَحوالاً وشؤوناً ومسؤوليَّات إِلٰهيَّة، وهم أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، المُشار إِليهم في عديد من بيانات الوحي، منها: آية المودَّة (3) ، وآية الفيء (4) . ومنه تتَّضح: نُكْتَة ربط الْأَحْكَام الإِلٰهيَّة في النَّشْأَة الأَرضيَّة بمنظومة ملائكة ومخلوقات السَّماوات والأَرضين والآخرة الأَبديَّة وما بعدها من عوالم غير متناهية. وهذا هو معنىٰ : أَنَّ هناك نُظم في ولاية أَمير المؤمنين ، وولاية فاطمة الزهراء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في جملة عوالم الخلقة، ومن ثَمَّ جعلت يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة إِدارتها بأَيديهم بعد سيِّد الأَنبياء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا منطقٌ وحيانيٌّ. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة: 30 ـ 34. (2) بحار الأَنوار، 18: 345ـ 347/ح56. علل الشرائع: 13ـ 14. عيون أَخبار الرِّضا عليه السلام : 144ـ 146. (3) الشورىٰ : ٢٣. (4) الحشر: 7