/ الفَائِدَةُ : ( 69 ) /
20/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين / لكثير من الاشياء وجودين : حقيقي ، ومجازي عقلي / لا بأس بالْاِلْتِفَات : أَنَّ لكثير من الأُمور وجودين : أَحدهما : حقيقي ، والآخر : مجازي عقلي ، والمجاز العقلي يدور مدار كيفيَّة الْاِسْتِعْمَال. ثُمَّ إِنَّ الباحث في أَبواب المعارف لا يهمُّه كثيراً التَّمييز بين الحقيقة اللُّغَوِيَّة والمجاز العقلي ؛ لأَنَّ دأَب الباحث في أَبواب المعارف التحرِّي عن الحقائق العقليَّة والتَّكوينيَّة ، دون المجازات العقليَّة. إِذَنْ : البحث في علوم المعارف ينصبُّ أَوَّلاً وبالذَّات على الحقائق العقليَّة ، خلافاً لعِلْمِ (الأَخلاق) وعِلْمِ (النَّفس و الرُّوح) ؛ فإِنَّهما علمان اِعْتِبَاريَّان ، نعم يُبحث في نهاياتهما عن الحقائق التَّكوينيَّة . وخلافاً لعِلْمِ (السياسة) وعِلْمِ (الاِجْتِمَاع) والعلوم (الإِنسانيَّة) ؛ فإِنَّها علوم اِعْتِبَاريَّة. لكن : هذا لا يعني عدم تأثير الاِعْتِبَاريَّات في الحقائق التَّكوينيَّة ، لا سيما على المبنىٰ المختار القائل: أَنَّ الاِعْتِبَار الصّادق : إِدراك تكوينيّ مبهم ومن بُعد ، في قبال العلوم التَّكوينيَّة التَّفصيليَّة؛ فإِنَّها تفصيل للحقائق. وعليه : فتندرج ـ بشكل واضح ـ العلوم الاِعْتِبَاريَّة في بحوث الحقائق التَّكوينيَّة. وصلى الله على محمد واله الطاهرين