/ الْفَائِدَةُ : (28) /
22/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الْاِرْتِبَاط بين القلب الصَّنَوبَريّ والقلب الْمُجَرَّد عن الْمَادَّة الْغَلِيظَة/ حصل في الْعِلْمِ الحديث اِكْتِشَاف مُذْهِل يرتبط بالقلب الصَّنَوبَريِّ، حاصله: أَنَّ في القلب الصَّنَوبَريِّ خلايا أَعصاب أَضعاف ما في المخ. والمراد من (الأَعصاب) في اللُّغَةِ الحديثة: أَرواح وطاقات غير مرئيَّة مرتبطة بالرُّوح، وَمِنْ ثَمَّ لَا يُسمح في الْعِلْمِ الحديث لمن أَراد التَّخصُّص في عِلْمِ الأَعصاب إِلَّا أَنْ يخوض في البُعد الفلسفي للرُّوح، لأَنَّه ليس في الأَعصاب بُعْدٌ بيولوجيٌّ وكِيمِيَائِيٌّ فحسب، وكذا ليس فيها بُعْدٌ فِسْيُولُوجِيٌّ فقط، بل كلاهما معاً. ومن ثَمَّ من يلتفت إِلى هذا المبحث فسيلتفت إِلى بُحُوثٍ عِلْمِيَّةٍ ومَعْرِفيَّةٍ وروحيَّةٍ كثيرةٍ جِدّاً، منها: ما يرتبط بالسِّحر، وما يرتبط بالتَّجرُّد ، والمشي على الماء، أَو على الهواء، وما يرتبط بملكوتيَّات عجيبة وغريبة. وهذه بحوث عِلْمِيَّةٌ ومَعْرِفيَّةٌ وروحيَّةٌ ضروريَّةٌ يُردُّ من خلالها على مُدَّعيات الوهابيَّة والسَّلَفيَّة ومَنْ جرىٰ على شاكلتهم كالحداثويِّين والماديِّين، منها: قولهم: إِنَّه کیف يقف الإِنسان أَمام قبر وحَجَر وتراب ويتأثَّر وينتفع به، إِنَّ هذا لشيءٍ عُجَاب ؟ ! والجواب: قد اِتَّضح؛ فإِنَّه كيف لا يتأَثَّر وكيانه وبدنه مزدحم ومليء بالأَعصاب، وهي منصَّات موج وبث حَيٌّ غير مرئيٍّ على الرُّوح، وطاعة الإِنسان ومعصيته وما يسمعه وما يتكلَّم به كُلّ ذلك وغيره يؤثِّر على روحه وقلبه وبدنه، ويُؤثِر المرض والصحة والشفاء والعافية والحب والبغض والنقمة. وهذا مُقرَّرٌ في العلوم الحديثة. إِذَنْ: هناك ارتباط وطيد ووثيق ـ عبر الأَرواح، أَي: الأَعصاب غير المرئيَّة ـ بين القلب الصَّنَوبَريِّ صاحب المادَّة الغليظة، وبين القلب المُجرَّد عن المادَّة الغليظة، وهو يُطلق على طبقات مُتَعدِّدة في الرُّوح. وصلى الله على محمد واله الاطهار