/ الفَائِدَةُ : (50) /

19/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / إقْصَاءُ أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام عن دورهم التَّعْلِيمِيّ أَعْظَم ظلم جرى على البشريَّةِ / إِنَّ أَعظم ظلم جرىٰ على البشريَّةِ لا يَكمُن في إِقصاء أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عن الحُكم ودورهم السياسي ؛ وإِقامتهم للعدل الإِلٰهيّ بين بني البشر ـ سوآء كان عدلًا اقتصاديّاً أَو تجاريّاً أَو أَمنيّاً أَو مجتمعيّاً أَو غيرها ـ بل في إِبعادهم عن أَنْ يكونوا مُعلِّمين وهداة ومربِّين ومزكِّين إِلٰهيِّين للبشريَّة جمعاء. بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ المخلوق يصبح حيواناً وبهيمة ، بل أَضلّ سبيلاً من دون نور الْعِلْمِ ، فأَعظم شيء في كمال المخلوق تنمية روحه وعقله وقلبه ونوره . فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ إِطلاق بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في وصيَّته لكميل بن زياد رَحِمَهُ اللَّهُ : «... يا كميل ... احفظ عنِّي ما أَقول لك : النَّاس ثلاثة : عَالِمٌ رَبَّانيٌّ ، ومُتَعلِّم علىٰ سبيل نجاة ، وهَمَج رعاع ، أَتْبَاع كُلّ ناعق ، يميلون مع كُلِّ ريحٍ ...»(1). 2ـ إِطلاق بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ النَّاس رجلان : عَالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، وسائر النَّاس غثاء ...»(2). 3 ـ إِطلاق بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « الناس إثنان : عَالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، وسائر الناس هَمَج ، والهَمَج في النار »(3) . والهَمَج بالتحريك جمع همجة : وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها . ذكره الجوهري (البحار) . وبالجملة : مقام سيِّد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في كونهم مُعلِّمين وهداة ومربِّين ومُزكِّين إِلٰهيِّين أَعظم من مقام الولاية السياسيَّة ، ومقام القيادة والقدرات الماليَّة والعسكرية. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 23: 44ـ 45/ح91. اكمال الدِّين: 169 ـ 171. (2) بحار الأَنوار، 1: 194/ح8. (3) المصدر نفسه : 187/ح3