/ الفَائِدَةُ : (54) /

20/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المخلوقاتُ أَحداثٌ وأَعَرَاضٌ / هناك مبحثٌ معرفيٌّ وتوحيديٌّ رائعٌ وشامخٌ جِدّاً ، وقَاعِدَةٌ ونظريَّةٌ لُغَوِيَّةٌ ومعرفيَّةٌ توحيديَّةٌ مُهمَّةٌ جِدّاً ، عامَّةٌ وسيَّالةٌ في أَبواب المعارف ، وهي منجمٌ لمعَارفٍ عديدةٍ ، وتتولَّد منها نتائج معرفيَّة كثيرة وخطيرة ، حاصلها : « أَنَّ كلَّ عنوانٍ واسمٍ ومسمَّىٰ لمخلوق ما مشتقٌّ من فعلٍ يُرجع إِليه بأَحد اِشتقاقات عِلْم الْاِشْتِقَاق ». ومعناها : أَنَّه ليست لحقيقة وكُنْه المخلوق : جوهرٌ وجبلٌ مُستقِلٌّ بنفسه ، بل فعلٌ وحدثٌ ، فما أَنْ يُؤتىٰ باسمٍ إِلَّا وكان أَصله حدث وفعل ، فتكون حقيقة الاسم آيَةً وعلامةً مشيرة لفاعلها ؛ العزيز الجبَّار، تقدَّست أَسماؤه ، وعظمت آلاؤه . وهذه القاعدة شاملة بإِطلاقها لـ : عَالَم الصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة ؛ ذاتيَّة كانت أَم فعليَّة ، بعدما كان الجميع مخلوقاً . فإِذا كانت مُطلق الصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ مُشتقَّة وأَحداث وأَفعال فكيف بِمَنْ دونها. ومعناه : أَنَّه ليست هناك حقيقة وواقعيَّة ثابتة إِلَّا الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة الُمقدَّسة ، وما عداه عَزَّ وَجَلَّ أَحداثٌ وأَفعالٌ وأَعَرَاضٌ . وهذا ما صرَّح به قدماء الفلاسفة. إِذَنْ : جميع ذوات وحقائق المخلوقات وأَسمائها وعناوينها ـ بالدِّقَّة ـ مُشتقَّةٌ مِنْ أَفعالٍ ، لكنَّها صيغة بصورةِ اِسْم ، فهي أَفعالٌ أُشتقت من أَفعالٍ . مثاله : حقيقة وعنوان واِسْم : (الهواء) ؛ فإِنَّه مَنْ يُدقِّق في بيانات الوحي الواردة لبيان عوالم الخلقة فسيجده عنواناً لعوالم مخلوقة مهولة وعظيمة جِدّاً : أَحدها : فوق الأَرضين السَّبع وتحت السَّماء الأُولىٰ . الآخر : فوق السَّماء السَّابعة وتحت عَالَم الجنَّة الأَبديَّة . الثَّالث : فوق عَالَم الجنَّة الأَبديَّة وتحت العرش. الرَّابع : فوق العرش . وأَصل جميع هذه العوالم أَفعالٌ وأَحداثٌ ؛ مُشتقَّةٌ مِنْ أَفعالٍ وأَحداثٍ أَرفع منها خطراً وهولاً ومقاماً ، وأَعظم وأَكمل عَالَماً . وهذه المعلومة ، بل ومعلومات وحقائق ومعارف وعلوم وحيانيَّة وعقليَّة أُخرىٰ مهولة وعظيمة وخطيرة جِدّاً غير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور أَزلاً وأَبداً لم يشمَّ رائحة بعضها إِلى الآن ، بل إِلى عَالَم القيامة ، بل إِلى عَالَم الآخرة الأَبديَّة ، بل بعده ، ولم تخطر على بال بشر، بل مخلوق قَطُّ ؛ منهم أَنبياء أُولي العزم والملائكة المُقرَّبين ـ كـ: جبرئيل ـ عليهم السلام عدا أَهْل الْبَيْتِ ـ : سيِّد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ليس إِلَّا. وصلى الله على محمد واله الاطهار