بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / العلاقة بين النقل الوحياني والعقل / هناك فارقٌ سنخيٌّ وحقيقيٌّ رسمته بيانات الوحي بين حُجِّيَّة : (الكتاب الكريم والسُّـنَّة الشَّريفة) و(حُجِّيَّة العقل) ، حاصله : أَنَّ حُجِّيَّة الأُوليين حُجِّيَّة المُعلِّم والمُفهِّم ، وحُجِّيَّة الثالث حُجِّيَّة المُتعلِّم والمُتفهِّم والمُدرِك. وهذا الفارق ثابتٌ دائماً بين النقل الوحياني ـ من جهة ـ وأَنَّه مُوجِد وفاعل ، والعقل ـ من جهة أخرى ـ وأَنَّه قابل ومنفعل . وهذا ليس معناه شطب على دور العقل ، وإِنَّما تحديد لدوره وبيان واقع . وبالجملة : هناك رسم في بيانات الوحي ـ منها حديث جند العقل والجهل (1) ـ لحقيقة ومساحة دور الوحي والعقل في المعرفة ، ورسم آخر للعلاقة التي بينهما ، وهذه العلاقة سُنَّة تكوينيَّة ثابتة . ومنها تظهر الحاجة والضَّرورة والبرهان على ضرورة النبوَّات والرِّسالات والدِّين الْإِلَهِيّ والإِمامة الْإِلَهِيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أُصول الكافي ، 1/ كتاب العقل والجهل /20 /ح14