/ الفَائِدَةُ : (164) /
13/05/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / سلامةُ الْمَعْرِفة يُؤَمِّنها الدليل الدِّيني / إِنَّ أَحد فوائد الدَّليل الدِّيني والْمُداينة في الْمَعْرِفة : أَنَّه يُؤَمِّن سلامة وصحَّة الْمَعْرِفة ؛ فإِنَّ من عادة البشر ابتلائهم بأَمراضٍ فكريَّةٍ عديدة ، منها : 1 ـ (الجَرْبَزَةُ) ، و هي عبارة عن حِدَّة الذِّهن الْمُوظَّفة بشكلٍ إِفراطيٍّ خاطئ ؛ فلا يستقرّ فكره على غصنٍ ، ولا تُستثمر نتائجه . 2 ـ (الْبَلَادَةُ) ، وهي عبارة عن خمول الذِّهْن ، قِلَّة الْذَكاء ، ورُكُود الْعَقَل . 3 ـ ( الْحُبُّ ) ؛ فإِنَّه يعمي ويصم . 4 ـ (الْبُغْضُ) ؛ فإِنَّه يعمي ويصم أَيْضاً . وغير ذلك الكثير. إِذَنْ : لجملة قوى الإِنسان الإِدراكيَّة والعمليَّة صحَّةٌ وسلامةٌ ، وسُقْمٌ . و المؤَمِّن لسلامة تلك القوى : الحكمة الْإِلَهِيَّة الوحيانيَّة ، دون البشريَّة الأَرضيَّة . وهذا ما تشير اليه بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان قوله تعالى : [وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ](1). 2 ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ](2). إِذنْ : الوحي يُخَاطِب جملة قوى الإِنسان وغرائزه ، ويعالجها ، ويرسم خارطة المعاملة بينها . والمُخَاطَب والتَّلميذ الأَوَّل والأَرشد في تلك القوى والغرائز هو العقل والفِطْرَة (الوجدان). وهذا ليس معناه شطباً أو زعزعةً لدور العقل والفِطْرَة ، وإِنَّما بيان واقع ؛ ووضع الأُمور في نصابها ؛ فدور العقل : الإِدراك والإِبصار والمراقبة ، أَمَّا إِنشاء واقعيَّة الأَشياء فهي من نصيب الوحي ، قال تعالى : [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ](3). /الْمُعلِّمُون والحُكماء الأَوَائل لجملة المخلوقات غير المتناهية / بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ الحكيم الوحياني الأَوَّل على الاطلاق ، والمُنصَّب من قبل ساحة القدس الْإِلَهِيَّة على جملة العوالم ومخلوقاتها غير المتناهية : سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ثُمَّ سَيِّد الأَوصياء أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ سَيِّدة نساء العالمين ، ثُمَّ الامام الحسن ، ثُمَّ الامام الحسين ، ثُمَّ التسعة المعصومين من ذريِّة الحسين ؛ يتقدَّمهم الحُجَّة ابن الحسن صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . والنتاج البشري تجارب إِعداديَّة ؛ للخوض والتَّبحر في بحور الحكمة الْإِلَهِيَّة ، بسفينة اللُّغة العقليَّة والذوقيَّة الموزونة بموازين صناعيَّة علميَّة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة : 129. (2) التوبة : 122 . (3) الملك : 14