بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / قبيلة النخع ورواة أسرار المعارف / إِنَّ قبيلة النخع من القبائل المباركة ، فإِنَّ فيها كثير من رواة أَسرار المعارف ، منهم : المفضل بن عمر ، وجابر بن يزيد ، ويزيد بن نشمر ، وموسى بن عبد الله بن عمران ( ) ، والحسين بن يزيد النوفلي ، وهو صاحب مدرسة معرفيَّة متميزة على مدرسة محمد بن سنان والمفضل بن عمر وجابر بن يزيد ، فضلاً عن غيرهم. وكثير من الدرر المعرفيَّة ، والجواهر البديعة ، والأَسرار العالية والَّتي لم يتفطَّن لها ولم يشم رائحتها أَصحاب المدارس الفلسفيَّة الإِماميَّة ـ المشائيَّة والاشراقيَّة والحكمة المتعالية ـ فضلاً عن غيرهم وردت بروايات أَسرار المعارف ، فإِنَّ فيها آفاق واسعة وعميقة جداً لا يمكن للذهن البشري أَنْ يرتقي إليها وتخطر عليه ، وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين × في الخطبة الشِّقْشِقِيَّة : ((... يَنْحَدِرُ عنِّي السَّيْلُ ، ولا يَرْقَى إِليَّ الطَّيْرُ...)). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ) وموسى هذا صاحب مدرسة معرفـيَّـة في أَسرار المعارف ، ويروي دائماً عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، وهو راوي الزيارة الجامعة ، فإِنَّه سأل الإِمام الهادي × أَنْ يُعلِّمه قولاً جامعاً : علمني يابن رسول الله قولاً أقوله ، بليغاً كاملاً ، إذا زُرتُ واحداً منكم ، فأَفاض له × الزيارة المعروفة بـ : ((الجامعة)) ، والَّتي رواها الصدوق + في الفقيه. وهي عبارة عن بنود نثريَّة ، وعقد درر ، وجواهر ثمينة ، لكن ينبغي الالتفات : أَنَّ المحذوف منها بالقياس إلى ما هو متداول كالروح من الجسد ، فما حُذف منها أَعظم ، والمتن الكامل لها غير الَّذي رواه الشيخ في التهذيب ، كما أشار إلى ذلك الكفعمي في المصباح أَو البلد الأَمين ، والميرزا النوري في مستدركه في أَبواب المزار وقد استعرضها بالكامل