/ الفَائِدَةُ : (17) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / إِمتياز منهجة الحكمة المتعالية / إِنَّ منهجة مدرسة الحكمة المتعالية أَمتازت عن منهجة مدرسة المشاء والإِشراق : أَنَّها جعلت دوراً للنقل إِن كان يفيد علماً ، فاعتبرت الدليل النقلي القطعي دليلاً غير تعبديٍّ ، بل عقليَّاً برهانيّاً ، فلم تقتصر على العقل النظري البحثي في العلوم الحصوليَّة ، ولم تقتصر كذلك على الإِشراقات والمكاشفات والمشاهدات التي تُترجم بأَدلَّة عقليَّة نظريَّة ، بل تعدَّت إلى الدليل النقلي القطعي وجعلته وسطاً برهانياً ، وأَعتبرته برهاناً عقليّاً واقعيّاً. والعلوم النقليَّة قنوات لنقل الوحي الَّذي يتنزل على النبي | ، فإِذا كان الدليل النقلي قطعي ـ وهو على طبقات ودرجات ـ شارف القاطع على الوصول لحافة بحر الوحي والحقيقة. إِذنْ : هناك علوم وحيانيَّة ، وهناك علوم نقليَّة ، وهناك علوم عقليَّة ، والعلوم الوحيانيَّة جامعة ومهيمنة ومشرفة على العلوم النقليَّة والعقليَّة ، وليست في عرضهما ، وهذه خريطة واقعيَّة ومن نظام العلوم ينبغي أَن يلتفت إليها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَار