/ الفَائِدَةُ : (118) /

11/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / متابعةُ الباحث لعناوين باب الفضائل والرَّذائل مُفِيدَةٌ جِدّاً / إِنَّ متابعةَ الباحث لمفردات العناوين في باب المكارم الأَخلاقيَّة وباب الرَّذائل تنظيراً ومفهوماً لغويّاً ستخدمُ لا محالة بحوثه النَّظريَّة ـ الاِعتقاديَّة والمعرفيَّة والتَّربويَّة والأَخلاقيَّة ـ كثيراً؛ لأَنَّ اللُّغَةَ النَّفسانيَّةَ والأَخلاقيَّةَ ، بل والبدنيَّة وَهَلُمَّ جَرّاً من لُغَات المعارف والاِعتقادات يُمكن أَنْ تُكْتَب بها المعارف بكافَّة أَبوابها . ومنه يتَّضح : بطلان ما تخيَّله فلاسفة المشَّاء : من أَنَّ اللُّغَةَ الوحيدة والَّتي لها الأَهليَّة أَنْ يُكتب بها علم الفلسفة : لُغَةُ العقل النَّظري ليس إِلَّا ؛ فإِنَّ صريح بيانات الوحي قاضٍ بأَنَّها(1) أَحَد اللُّغَات ، بل اللُّغَةُ النَّفسيَّة رُبَما تكون أَعظم عموميَّة وفهماً لدىٰ طبقات عموم البشر منها ، والَّتي يَظُنُّ البعض ـ لا سيما الفلاسفة ـ اِشتباهاً أَنَّها لُغَةٌ عالميَّةٌ ، نعم عالميَّتها بين النُّخَب العقليَّة الفلسفيَّة ، أَمَّا نُخب غيرها فلا يفهمونها ؛ بعدما كانت جافَّةٌ ومغلقةٌ ومُعقَّدةٌ . / الفارقُ بين الآداب والأَخلاق / وهناك فَارِقٌ بين الآداب والأَخلاق ، حاصله : أَنَّ الآداب عبارةٌ عن آليَّات بدنيَّة ذكيَّة ملتصقة ومرتبطة بعناوين وهيئات أَخلاقيَّة . بخلاف الأَخلاق ؛ فإِنَّها هيئات نفسانيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير في الكلمات التَّالية: (بأَنَّها)، و(منها)، و(أَنَّها)، و(عالميَّتها)، و(فلا يفهمونها)، و(كانت): لُغَة العقل النَّظري