معارف الهية ( 66 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
21/03/2024
الدرس ( 66 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) ولا زال في الطائفة السادسة، وكانت تحت عنوان : ( لامامة اهل البيت عليهم السلام اياد خطيرة ومهولة ) ، منها الاسم الاعظم ، وروح القدس ، ولازال الكلام في هذا المبحث الاخير ، ووصل البحث الى المطلب التالي ؛ وهو توضيح اكثر لما تقدم في هذه الطائفة السادسة ؛ نذكر ـ لاجل ذلك ـ قضايا ثلاث ، مر الكلام عن القضية الاولى ، ووصل بنا البحث الى القضية الثانية : /القضيَّة الثَّانية:/ حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة من عَالَم الأَمر/ حقيقة القرآن الصَّاعدة خارجة عن عَالَم الزَّمان والمكان/ إِنَّ نزول جملة القرآن الكريم ليلة القدر على قلب سيِّد الأَنبياء ’ في طبقة السَّمآء الرابعة والمعبَّر عنها بـ : (البيت المعمور) ، والمشار إِليها في بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق × : «نزل القرآن في ليلة القدر إِلى البيت المعمور جملة ، ثُمَّ نزل من البيت المعمور على رسول اللَّـه ’ في طول عشرين سنة...»(1) ليس نزول أَصوات ولا معاني ـ باعتراف المُحقِّقين من الفريقين ـ وإِنَّما هو نزول من سنخ عَالَم الأَمر، وهو عَالَم نوري ـ كما تقدَّم ـ. ومنه يتَّضح : أَنَّ حقيقة الوحي خارجة عن عَالَم الزمان والمكان والأَجسام والمقادير ، بل هو أَعظم شيء في خلقة اللَّـه ، فإِنَّ العلم بعدما كان أَعظم الكمالات ، والوحي أَعظم علم ، كان الوحي أَعظم الكمالات ؛ فهو أَعظم من السَّماوات ومن الجنَّة الأَبديَّة ومن الكرسي ومن العرش ومن عَالَم الملكوت. وعليه : فَمَنْ يبغي فهم حقيقة سيِّد الأَنبياء وحقائق سائر أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وشخصيَّاتهم فعليه أَنْ يفهم أَوَّلاً : الكون ، والكائنات ؛ وعوالم الخلقة والوجود والإِمكان ، والخلقة كيف هي ومن أَين بدأت وإِلى أَين تذهب(2). فائدة : تتَّضح من خلال بيان المُقدِّمات الثلاث التَّالية : /المُقدِّمة الأُولى :/ ليلة القدر مخلوق إِلهيّ خطير/ إِنَّ ليلة القدر مخلوق إِلٰهيّ مهول وعظيم وخطير جِدّاً ، خُلِق في بداية عَالَم الدُّنيا ؛ الـمُمتد ـ عَالَم الدُّنيا بحسب إِطلاقات بيانات الوحي ـ ...وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 82 : 52. (2) يوجد في تعابير بيانات الروايات دلائل وإِشارات دالَّة على أَنَّ عوالم السَّماوات تعني : حياة مستقبليَّة لبني البشر. مثاله : (يوم القيامة) ؛ فإِنَّه عَالَمٌّ من عوالم السَّماوات ـ سوآء أَكان في السَّمآء السَّابعة أَو السَّادسة أَو غيرهما ـ وحياة مستقبليَّة سيمرّ بها بني البشر شاؤوا أَم أَبوا ، مقدارها : خمسون أَلف سنة ، كما صرَّحت بذلك بيانات الوحي. ويظهر من كثير من بيانات الروايات : أَنَّ للعوالم المُستقبليَّة الَّتي سيمرّ بها الإِنسان كـ : (عَالَم البرزخ) و(عَالَم الرَّجعة) إِرتباطات على مرِّ عصور وأَزمان نشأتنا الأَرضيَّة هذه ، وارتباطات أُخرىٰ بعوالم السَّماوات ؛ فإِنَّ السَّماوات تعني : عوالم أَلطف من هذه النشأة الأَرضيَّة (عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ) ، ومن نشأة عَالَم البرزخ ، ومن نشأة عَالَم الرَّجعة (آخرة الدُّنيا) ، ومن المعلوم : أَنَّ الأَلطف داخل في جميع شراشر وجزئيَّات العوالم الأَغلظ لكن بالممازجة والمزاولة ، ويحيط بها ويهيمن عليها. وهذا ما صرَّحت به بيانات الوحي المستفيضة ، بل المتواترة ، بل فهمه علماء الفيزياء الجدد ، المُتضلِّعين بـ : (علوم الروح) ، وقالوا : أَنَّنا نفهم من سمآء أَولىٰ ، وثانية ، وثالثة وهلمَّ جرّاً : عوالم أُخر ؛ أَلطف فألطف ، وطاقات أَبهر فأَبهر ، وأَشدُّ فأَشدّ.