الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (1 ـ 200 ) | معارف إِلٰهيَّة : (143) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (143) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

07/06/2024


الدرس (143) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث ( بحمد الله تعالى) في المطلب السابق ، وكان تحت عنوان : ( التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة) ، ووصل بنا الكلام الى المطلب التالي: / عصارة ما تقدَّم / وعصارة القول : أَنَّ التَّوسُّل بالوسيلة والآية الإِلٰهيَّة ومرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة : عين التَّوحيد ، وأَعظم الفرائض في أَبواب العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة، بل ضرورة المعرفة الإِلٰهيَّة والتَّوحيد قائمة بها ، وجاحدها ، بل الشَّاك فيها مُشرك وكافر بنصِّ بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله مخاطباً ابن عبَّاس : «... يابن عبَّاس ، إِذا أَردت أَنْ تلقىٰ اللّٰـه وهو عنكَ راضٍ فاسلك طريقة عَلِيّ بن أَبي طالب ، ومل معه حيث مال ، وارضِ به إِماماً ، وعادِ مَنْ عاداه ، ووالِ مَنْ والاه ، يابن عبَّاس احذر أَنْ يدخلكَ شَكّ فيه ، فإنَّ الشَّكَّ في عَلِيٍّ كفر باللّٰـه تعالىٰ»(1). وقد مرَّ ، بل وسيأتي (إِنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) التَّعَرُّض لبعض بيانات الوحي الخارجة من الحصر والإِحصاء الدَّالَّة على أَنَّ أَهل البيت عليهم السلام بطبقات حقائقهم الصَّاعدة هم : الوسيلة والأَسمآء والآيات الإِلٰهيَّة وسائرمرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة. بل الجاحد أَو الشَّاكَ في التَّوسُّل والوسيلة الإِلٰهيَّة وسائر مرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة يتطاول ويتكبَّر ـ أَعوذ باللّٰـه تعالىٰ ـ على المقام الإِلٰهيّ ، ويُصغِّر عظمة شأن السَّاحة الإِلٰهيَّة ، ويقطع طريق المعرفة على نفسه ؛ بعد عدم إِتِّجاهه وتوجُّهه واقعاً إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان قوله عزَّوجلَّ ـ الحاكي لسجود الملائكة لخليفة اللّٰـه(2) ، وتكبُّر وجحود إِبليس ـ : [ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ* قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ](3). بعد الإِلتفات : أَنَّ هذه الدَّعوة المُوجَّهة للملائكة وإِبليس ليس السُّجود لنفس آدم عليه السلام ، بل للأَنوار الحالَّة في صلبه ؛ أَنوار أَهل البيت الأَطهارعليهم السلام . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ اللّٰـه (تبارك وتعالىٰ) خلق آدم فأَودعنا صلبه ، وأَمر الملائكة بالسُّجود له ؛ تعظيماً لنا وإكراماً ، وكان سجودهم للّٰـه (عزَّوجلَّ) عبوديَّة ، ولآدم إكراماً وطاعةً ؛ لكوننا في صلبه ...»(4). ومِنْ ثَمَّ ما عمدته الوهابية والسَّلفيَّة من إِنكار : الوسيلة والآية الإِلٰهيَّة وسائر مرادفاتهما العقليَّة هدم لأُس التَّوحيد ، وتشييد للصنميَّة والشرك ، والتَّعطيل والتَّشبيه ، والغلوّ والتَّقصير الجلي والخفي. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 34 : 157 ـ 159/ ح133. أَمالي الشَّيخ : 64 ـ 65. الروضة : 39. الفضائل : 177 ـ 178. الخصال ، 1 : 141. (2) لعنوان : (خليفة اللّٰـه) مرادفات إِلٰهيَّة عقليَّة كثيرة ، منها : التجلِّي الأَعظم ، والاسم الأَعظم، والآية الكبرىٰ ، والمرآة الكبرىٰ. (3) صٓ : 71 ـ 78. (4) بحار الأَنوار ، 18 : 346/ ح56. علل الشرائع : 13 ـ 14. عيون : 144 ـ 146