معارف إِلٰهيَّة : (146) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
10/06/2024
الدرس (146) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث ( بحمد الله تعالى) في المطلب السابق ، وكان تحت عنوان : ( التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة) ، ووصل بنا الكلام الى بيانات و أَدلَّة المسالة ، البيان والدليل الثالث : ثالثاً : بيان الحديث القدسي الوارد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام : «... وأَنْتُم خيار خلقي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم مِنْ نور عَظَمَتي واحتجت(1) بكم عَمَّنْ سواكم من خلقي ، وجعلتكم أُستقبَل بكم وأُسأل بكم ، فكُلُّ شيءٍ هالك إِلَّا وجهي ، وَأَنتم وجهي ، لا تبيدون ولا تهلكون ، ولا يبيد ولا يهلك مَنْ تولَّاكم ، وَمَنْ استقبلني بغيركم فقد ضلَّ وهوىٰ ...» (2). رابعاً : بيان الحديث القدسي أَيضاً ؛ الوارد في عظمة أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام: «... يا آدم ، هؤلاء وسيلتك ووسيلة مَنْ أَسعدتُ مِنْ خلقي ، هؤلاء السَّابقون المُقَرَّبُون ، والشَّافعون المُشَفَّعُون ؛ وهذا أَحمد سيِّدهم ... وهذا صنوه ووصيّه ووارثه ... وهذه سيِّدة إمآئي ... وهٰذان السِّبطان والخلفان لهم ، وهذه الأَعيان الضارع نورها أَنوارهم بقيَّة منهم ...»(3). خامساً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... يا عَلِيّ ، أَنْتَ بابي الَّذي أُوتىٰ منه، وَأَنا باب اللّٰـه ، فَمَنْ أَتاني مِنْ سواكَ لم يصل ، ومَنْ أَتي سواي(4) لم يصل ...»(5). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة ؛ فإِنَّه دالٌّ وحاصر بإِطلاقه على أَنَّ سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وأَمير المؤمنين عليه السلام وتبعاً لهما سائر أَهل البيت عليهم السلام : وسائل ووسائط فيض إِلٰهيَّة في قوس النزول والصعود لجملة العوالم والمخلوقات ؛ في هذه النَّشْأَة وفي سائرالنَّشَآت ، مِنْ بداية الخلقة والوجود إِلى أَبد الآباد ودهر الدُّهور. وفي الحِيْدَةِ عنهم عليهم السلام : اِسْتِحَالَة الوصول إِلى ساحة القُدس الإِلٰهيَّة ، واِسْتِحَالَة قبول : العبادات والأَعمال والتوبة وغفران الذنوب في (قوس الصعود) ، واِسْتِحَالَة تحصيل : التَّوحيد والإِيمان الحقّ والمعارف الحقَّة في (قوس النزول). بعد الإِلتفات : أَنَّ عنوان : (الباب) المأخوذ في هذا البيان الشَّريف مُشيرٌ لمخلوقين عظيمين ومهولين وخطيرين جِدّاً ، من مخلوقات عَالَم الأَسمآء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، ومن المرادفات العقليَّة للآية الإِلٰهيَّة ، أَحدهما : طبقة ومرتبة من طبقات ومراتب حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الصَّاعدة. والآخر: طبقة ومرتبة من طبقات ومراتب حقيقة أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه الصَّاعدة ، إِذا قيست إِليهما كافَّة العوالم وسائر المخلوقات كانت كالنقطة في بحريهما الطمطامين غيرالمتناهيين. فالتفت واغتنم هذه النكات وما شاكلها ؛ والنتف البكر المعرفيَّة ، وعض عليها بضرس قاطع تربت يداك. سادساً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... فنحن الأَوَّلون ونحن الآخرون ... ونحن الشَّافعون ... ونحن خاصَّة اللّٰـه ... ونحن وجه اللّٰـه ... ونحن محال قُدس اللّٰـه ... ونحن مفاتيح الرحمة ، ونحن ينابيع النعمة ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في نسخة : «احتجبت». (2) بحار الأَنوار ، 25 : 16 ـ 17/ح31. (3) بحار الأَنوار ، 26 : 310 ـ 312/ح77. تفضيل الأَئمَّة (مخطوط). (4) في المصدر : «ومن أَتى اللّٰـه مِنْ سواي». (5) بحار الأَنوار ، 40 : 204