الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (1 ـ 200 ) | معارف إِلٰهيَّة : (184) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (184) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

21/07/2024


الدرس ( 184) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثالثة عشرة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (أَمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم والحكمة والفقه لجملة العوالم والمخلوقات) ، وصل الكلام الى العنوان التالي : / أَهل البيت عليهم السلام مُعلِّمون إِلهيُّون لجملة الخلائق وفي كافَّة العوالم/ وهكذا تتَّضح : بيانات الوحي الشَّريفة الأُخرىٰ ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ اللّٰـه تعالىٰ خلقني وخلق عليّا عليه السلام قبل أَنْ يخلق آدم ... ثُمَّ خلق الملائكة فسبَّحنا وسبَّحَت الملائكة ، فهلَّلنا فهلَّلت الملائكة ، وكبَّرنا فكبَّرت الملائكة ، وكان ذلك بتعليمي وتعليم عَلِيّ ، وكان ذلك في علم اللّٰـه السَّابق : أَنَّ الملائكة تتعلَّم مِنَّا التَّسبيح والتَّهليل، وكلّ شيءٍ يُسَبِّح للّٰـه ويُكبِّره ويُهلِّله بتعليمي ، وتعليم عَلِيّ ...»(1). ثانياً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... إِنَّ اللّٰـه خلقني وعليّاً من نورٍ واحدٍ قبل خلق آدم ... ثُمَّ خلق الأَشياء من نوري ونور عَلِيّ عليه السلام ... فَكُلّ مَنْ سَبَّحَ اللّٰـه وكبَّره فإنَّ ذلك من تعليم عَلِيّ عليه السلام »(2). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... لم نزل أَنواراً حول العرش نُسَبِّح فيُسَبِّح أَهل السَّمآء لتسبيحنا ، فَلَمَّا نزلنا إِلى الأَرض سَبَّحْنا فَسَبَّحَ أَهل الأَرض ، فَكُلُّ علمٍ خرج إِلى أَهل السَّماوات والأَرض فَمِنَّا وَعَنَّا ...»(3). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ، فإِنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة لَـمَّا كانت هي واسطة الفيض الإِلٰهيّ الفاردة ، وجنب اللّٰـه ووجهه الكريم ، والوسيلة الإِلٰهيَّة الوحيدة ، والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهيّ الأَدنىٰ الحصري بين الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تبارك وتعالىٰ) وجملة العوالم وسائر المخلوقات ، فكلّ ما كان يصدر إِلى الملائكة وينزل عليها وعلى سائرالمخلوقات من ساحة القدس الإِلٰهيَّة مهول وخطير وعظيم كان ذلك الشيء النَّازل أَم كان بمقدار حبَّةٍ من خردلٍ ، لا يكون إِلَّا عن طريق حقائق أَهل البيت عليهم السلام ، فيكونوا صلوات اللّٰـه عليهم بلحاظ العلم وسائرالمعارف الإِلٰهيَّة مُعلِّمين إِلٰهيِّين لكافَّة الملائكة وجملة سائر المخلوقات ؛ في جميع العوالم والنَّشَآت ، من بداية الخلقة إِلى مالا نهاية. / لو علمت المخلوقات كيف كان بدء الخلقة لَمَا وقع الخلاف والإِختلاف بينهم/ / الطَّائفة الرَّابعة عشرة ، ويُمثِّلها : / بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «يهلك أَصحاب الكلام ، وينجو المُسَلِّمون ؛ إِنَّ المُسَلِّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد ، وهذا لا ينقاد. أَمَا واللّٰـه ، لو علموا كيف كان أَصل الخلق ما اختلف اثنان»(4). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه : 345 ـ 346/ح18. إِرشاد القلوب : 215 ـ 216. (2) بحار الأَنوار ، 25 : 24/ح42. (3) المصدر نفسه / ح41. (4) بحار الأَنوار ، 2 : 132/ح23