الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (1 ـ 200 ) | معارف إِلٰهيَّة : (191) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (191) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة

27/07/2024


الدرس ( 191) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة التَّاسعة عشرة : / عرض ولاية أَهل البيت عليهم السلام على جملة المخلوقات / / الطَّائفة التَّاسعة عشرة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... وانَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيَّة ، والولاية للذرِّيَّة الزكيَّة ، والبراءة من أَعدائهم ...»(1). ثانياً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «... إِي واللّٰـه ، وما مِنْ نَبِيٍّ ولا ملك إِلَّا وكان يدين بمحبَّتنا»(2). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... وما خلق اللّٰـه خلقاً إِلَّا وقد عرض ولايتنا عليه ، واحتجَّ بنا عليه ، فمؤمن بنا وكافرٍ وجاحدٍ ؛ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض والجبال (الآية)»(3). رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «... ولم يبعث اللّٰـه نبيّاً ولا رسولاً إِلَّا وأَخذ عليه الميثاق لمُحمَّد صلى الله عليه واله بالنُّبُوَّة ، ولِعَلِيٍّ بالإِمامة»(4). خامساً : بيان الإِمام أَبي الحسن عليه السلام : «ولاية عَلِيّ مكتوبة في جميع صحف الأَنبياء ، ولن يبعث اللّٰـه نبيّاً إِلَّا بنبوَّة مُحمَّد ووصيّه عَلِيّ صلوات اللّٰـه عليهما»(5). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّه بعدما كانت طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة وتتبعها طبقات ذواتهم المتوسطة والنَّازلة : نظام عَالَم الخِلقة والوجود والإِمكان على الإِطلاق ، ووسائط الفيض الإِلٰهيّ الوحيدة في قوس النزول ، ووجه اللّٰـه ، والوسيلة الإِلٰهيَّة الفاردة ، والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهيّ الأَدنىٰ والحصري في قوس الصعود والنزول بين الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تعالىٰ ذكره) ، وجملة العوالم وجميع المخلوقات ، ولخطورة مُحوريَّتهم صلوات اللّٰـه عليهم في نظام عَالَم الخلقة والوجود والإِمكان ، ولعظم دورهم عليهم السلام في إِدارة شؤون عَالَم المُلك ظاهره وباطنه : كان على مَنْ يُوالي اللّٰـه (علا ذكره) ؛ ويبغي سلوك الجادَّة الواضحة الَّتي لا تخرج إِلى عوجٍ ، ولا تزيل عن منهج الحقِّ ، ويُريد أَنْ ينبثق له نور الحقيقة ، ويتجلَّىٰ عنه ظلام الجهل : لصق وجوده وكيانه ؛ ونشب أَظفاره بجميع مراتبه وطبقات وجوده وحقيقته بجميع مراتبهم (صلوات اللّٰـه عليهم) وطبقات ما يمكن منها ، والتَّديُّن بمحبَّتهم ومودَّتهم ، والبراءة من أَعدائهم المشار إِليها في بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] (6) اِقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ : إِقامة الحُجَّة في بداية الخلقة في عَالَم الذَّرِّ والميثاق على طُرِّ العوالم وسائر المخلوقات ، منهم : سائر الأَنبياء والمرسلين وجملة الملائكة منهم المُقرَّبين ، والسَّماوات والأَرضين والحجر والمدر ؛ من خلال تعريفها بـ : الصراط المستقيم ـ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ـ الموصل لساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والكاشف عن وحدانيَّة وواحديَّة الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ووحدانيَّة وواحديَّة صفاته وأَسمائه وأَفعاله (جلَّ جلاله). وحيث إِنَّ سلوك الصراط الإِلٰهيّ يحتاج إِلى وسيلة إِلٰهيَّة أَيضاً ؛ وآلة موصلة اقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ أَيضاً : تعريفها بتلك الوسيلة وهي طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام أَيضاً ، الموصلة لساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والَّتي يجب الإِلتصاق والتَّشفع بها ، وبعدها طُلب منها المحبَّة والمودَّة ؛ واتِّباع أَصحاب تلك الطَّبقات صلوات اللّٰـه عليهم ؛ وموالاتهم والبراءة من أَعدائهم ، وأُخذت عليهم البيعة بذلك والعهود والمواثيق المُغلَّظة. وهكذا اقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ وإِقامة للحُجَّة أَيضاً على المخلوقات : درجها وكتابتها في صحف الأَنبياء والمرسلين ، ولم يُبعث نبيّ ولا رسول ـ بعدما كانت من أَساسيَّات أُصول الدِّين ـ إِلَّا بنبوَّة سيِّد الأَنبياء ووصاية أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما) ، فَمَنْ وفىٰ ببيعته وعهده وميثاقه ـ وهم شيعة أَهل البيت عليهم السلام ، من طُرِّ العوالم وجملة المخلوقات ، منهم : كافَّة الأَنبياء والمرسلين وسائر الملائكة ـ وآمن وسلَّم لهم (صلوات اللّٰـه عليهم) حتَّىٰ لقي الرحمٰن (جلَّ وعلا) : كَسَبَ رضاه (تقدَّس ذكره) ، وورث الجنان خالداً فيها ونعم المصير ، ومَنْ نكل وكفر وأَشرك وجحد وأَلحد ولم يفِ ببيعته وعهده وميثاقه المأخوذ عليه في عَالَم الذَّرِّ والميثاق ـ كـ : إِبليس وجنده ـ ولم يؤمن بهم (صلوات اللّٰـه عليهم) ؛ ولم يُسَلِّم لهم وصدَّ عنهم وتكبَّر وتعالىٰ عليهم فعليه غضب الجبَّار (عظمت آلاؤه) ، وورث جهنَّم خالداً فيها وبئس المصير. / بأَهل البيت عليهم السلام بدء الوجود وبهم يُختم / / الطَّائفة العشرون ، ويُمثِّلها : / 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... بنا فتح اللّٰـه ، وبنا يختم ...»(7). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 174/ح38. (2) المصدر نفسه ، 14 : 371/ح10. (3) المصدر نفسه ، 47 : 46/ح7. السرائر : 473. (4) بحار الأَنوار ، 24 : 352/ح70. كنز الفوائد : 53 ـ 54. (5) بحار الأَنوار ، 26 : 280/ح24. بصائر الدرجات : 21. (6) الشورىٰ : 23. (7) بحار الأَنوار ، 32 : 297 ـ 298/ح257. أَمالي المفيد : 177. أَمالي الطوسي : 1 : 62