مَعَارِف إِلْهِيَّة : (237) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /
11/09/2024
الدَّرْسُ (237) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه السادس و العشرون ، وكان تحت عنوان (قصور التصانيف من شمول جملة علومها ) ، وعنوان (جملة العلوم والمعارف مُودعة في البديهيَّات ) ، وعنوان (فتقُ غير المعصوم للبديهيَّات لا يكون إِلَّا بالتَّدريج ) ولازال الكلام فيه ، ووصلنا الى العنوان التالي : / الفارق بين البِدْعَة والتَّحقيق والتَّجديد/ وهذه القضيَّة ليست من البِدْعَة في شيءٍ ، بل تحقيقٌ وتجديدٌ في الدِّين. بعد الاِلتفات : أَنَّ الفاصل والفارق بين التَّحقيق والبِدْعَة يكمن في : أَنَّ النتائج الَّتي يتوصَّل إِليها الباحث عبر التَّحقيق تكون على وفق الموازين العلميَّة ؛ وإِنْ كانت موازين ظنيَّة فضلاً عن الضَّروريَّة والبديهيَّة والمتواترة. بخلاف البِدْعَة ؛ فإِنَّها لا تكون على وفق تلك الموازين العلميَّة. وهذا بحثٌ مُهمٌّ ، وجدليَّة ولغط دائر بين الأَصالة والتَّجديد ، فالأَصالة إِذا كانت بمعنىٰ عدم فتق علوم وحقائق الدِّين فهذه أَصالة مذمومة جامدة. أَمَّا إِذا كانت بمعنىٰ : أَنَّ كُلَّ نتيجة يُتوصَّل إِليها ـ سوآء أَكانت ظنيَّة معتبرة أَو يقينيَّة وقطعيَّة ـ لابُدَّ أَنْ تكون على وفق ثوابت وضروريَّات وبديهيَّات ومتواترات الدِّين والشَّريعة ـ والمُعبَّر عنها : بـ : (العرض على الكتاب الكريم والسُّنَّة الشَّريفة) ـ فهذه أَصالة حيَّة ونشطة. وعليه : فالتَّجديد : إِنْ كان يتوافق مع بديهيَّات وضروريَّات ومتواترات الدِّين والشَّريعة فهذا تجديد يتوافق ويتطابق ويتعانق مع الأَصالة. وإِنْ كان ـ التَّجديد ـ يصطكُّ ويتدافع ويتنافىٰ مع بديهيَّات وضروريَّات ومتواترات الدِّين والشَّريعة فهذا هو البِدْعَة. وهذه نكاتٌ ونتفٌ منهجيَّة ، يجب الاِلتفات إِليها ، والتَّعامل معها في البحوث العقائديَّة والمعرفيَّة والعلميَّة. / التَّنْبِيه السابع و العشرون: / / عدم تناهي الحقيقة / / عدم وقوف المعارف والعقائد الإِلهيَّة عند حدٍّ مُعيَّن/ إِنَّ معرفة العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة في جملة أَبوابها لا تقف بالضرورة أَبداً عند مرتبة مُعيَّنة. وهذا لا يعني سفسطة وتشكيك في الحقيقة ، وإِنَّما يعني: عدم تناهي الحقيقة ، ومن ثَمَّ أَقرَّت البشريَّة بوجدانها : أَنَّ مسيرة العلم لا تقف أَبداً عند حدٍّ مُعيَّنٍ ؛ ولا يُسَدُّ بابها في يوم ما . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار