الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (244) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (244) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / تَنْبِيهَات /

18/09/2024


الدَّرْسُ (244) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى التَّنْبِيه التالي : / التَّنْبِيه الرَّابع و الثلاثون: / / التَّعَمُّق والتَّدقيق في المطالب مذمومٌ ومحمودٌ / إِنَّ ظاهرة مَنْ يهتم بالتَّفاصيل ويترك الأُسس والقواعد والأُصول ظاهرة خطيرة ، عبَّرَ عنها منطق بيانات أَهل البيت عليهم السلام بـ : «التَّعَمُّق والتَّدقيق الخاطئ والمذموم» ؛ فإِنَّ التَّعَمُّق والتَّدقيق على نحوين : أَحدهما : إِيجابيٌّ ومحمودٌ ؛ ذلك إِنْ كان اِهْتِمَام الباحث بالأُسس والقواعد والأُصول كاِهْتِمَامه بالتَّفاصيل ، بل أَكثر. ثانيهما : خاطئ ومذموم ، وهو : ما تقدَّمت الإِشارة إِليه. وفي تسمية هذا النحو بـ : (التَّعَمُّق) مُسامحةٌ ظاهرة. والمراد منه : التَّركيز على التَّفاصيل، والغفلة أَو التَّغَافل عن الأُسس والقواعد والأُصول. وهذه الظَّاهرة ابْتُلِيَت بها التيَّارات المذهبيَّة والفكريَّة الإِسلاميَّة ؛ المنفصلة عن منهج مدرسة أَهل البيت عليهم السلام ، فضيَّعت الأُسس والقواعد والأُصول ، وركَّزت على التفاصيل ، ومن ثَمَّ لم يبقَ لديها من الإِسلام إِلَّا اسمه ورسمه واستقبال الكعبة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، الوارد في حقِّ المخالفين : «لا واللّٰـه ما هم على شيءٍ مِمَّا جاء به رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله إِلَّا استقبال الكعبة فقط»(1). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 65 : 91/ح26. المحاسن : 156