الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (326) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (326) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

10/12/2024


الدَّرْسُ (326) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِلُ والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (11) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نظرة حوزة النَّجف اِتِّجاه الفلسفة » ؛ فإِنَّ حوزة النَّجف ليست لها نظرة سلبيَّة اِتِّجاه الفلسفة ، وإِنَّما مرادها : عدم صحَّة اِعْتِكَاف مُتعلِّمها عليها ؛ وأَنْ لا يجعلها قبلة وكعبة يحوم حومها ، ووحي لا يُدانيه ريب ؛ فإِنَّه نحو إِفْرَاط وغُلُوّ صارخ ، بل يجعل اِتِّجاهه بعد تحصيل هذه العلوم البشريَّة وغيرها في صراط الوحي ؛ فإِنَّ الاطِّلاع على آراء ونتاج البشر شيء ممدوح وراجح شرعاً ، وحثَّت عليه بيانات الوحي ، وإِنَّما الإِشكال في الاِعْتِكَاف عليها ؛ فإِنَّه بدل سوء ، ونظرة خاطئة تؤدِّي إِلى الحرمان ، وتحجير للعقول ، وإِماتةٍ للحقائق ، وغُلُوٍّ وتطرُّفٍ مقيت في الفلسفة ونتائج البشر ، و تقصير خطير في حقِّ بيانات الوحي ، وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الحادي عشر : 11ـ بيان الإِمام الصَّادق صلوات اللّٰـه عليه : «... والله لحسبكم أَنْ تقولوا إِذا قلنا ، وتصمتوا إِذا أَصمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله ؛ فما جعل الله لأَحدٍ خيراً في خلاف أَمرنا»(1). 12ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «نحن أَصل كُلّ خير ، ومن فروعنا كُلّ برٍّ ... وكذب من قال : إِنَّه معنا وهو مُتعلِّق بفرع غيرنا»(2). 13ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : « ... تمصُّون الرواضع وتدعون النهر العظيم. فقيل : ما تعني بذلك ؟ قال : إِنَّ اللّٰـه تعالىٰ أَوحىٰ إِلى رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله علم النَّبيِّين بأسره ، وعلَّمه الله ما لم يُعلِّمهم ، فأسرَّ ذلك كُلّه إِلى أَمير المؤمنين عليه السلام ...»(3). 14ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه : «... لم نزل أَنواراً حول العرش نُسَبِّح فيُسبِّح أَهل السَّمآء لتسبيحنا ، فلَمَّا نزلنا إِلى الأَرض سبَّحنا فسبَّح أَهل الأَرض ، فكُلُّ علمٍ خرج إِلى أَهل السَّماوات والأَرض فمنَّا وعنَّا...»(4). 15ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً : «... ما من شيءٍ يحتاج إِليه ولد آدم إِلَّا وقد خرجت فيه السُّنَّة من الله ومن رسوله ، ولولا ذلك ما احتجَّ علينا بما احتجَّ ... [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي](5) ـ حتَّى فرغ من الآية ـ ؛ فلو لم يكمل سُنَّته وفرائضه وما يحتاج إِليه النَّاس ما احتجَّ به»(6). ودلالة الجميع واضحة. وعصارة القول: أَنَّ مسير البحث عند الفلاسفة ـ ومن جرىٰ على شاكلتهم ـ غير منفتح على آفاق الوحي ، بل محبوس على نتاج البشر ، وهو محدود ومتناهي ، بل جملة كبيرة وكثير مِمَّا يعتمدون عليه وإِنْ كانت صورته قطعاً ويقيناً لكنَّ واقعه ظنّاً ؛ بدليل : اختلاف وتباين أَقوالهم وآراؤهم في جلِّ المسائل ، والأَولىٰ بالشعار الَّذي يرفعه الفلاسفة ـ وهو : معرفة الحقيقة على قدر وسع الطَّاقة البشريَّة ـ أَنْ لا يحبسوا مسير البحث ويجعلوه ضيِّقاً ، بل توسعته لأُفق الوحي غير المتناهي أَبداً ؛ لاستخراج ما فيه من براهين وحقائق علمية ومعرفية . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ لغة بيانات الوحي المعرفيَّة لغة علميَّة وعقليَّة ومعرفيَّة تكوينيَّة ، وليست ظنيَّة. وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 17: 3/ح1. بصائر الدرجات ، 2: 238/ ح1367 ـ 4. (2) بحار الأَنوار ، 24: 303 ـ 304/ح15. كنز الفوائد : 2ـ3. (3) بحار الأَنوار ، 40: 211 ـ 212/ح11. مختصر البصائر : 108. (4) بحار الأَنوار ، 25: 24/ح41. (5) المائدة : 3. (6) بصائر الدرجات ، 2: 481 ـ 482/ح1852 ـ 51