الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (341) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (341) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

25/12/2024


الدَّرْسُ (341) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (26) / / نُكْتَة تسمية اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بذلك / سُمِّيت اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بذلك لأَنَّ فيها اِظهاراً وإِعْرَاباً وبياناً واِفصاحاً عمَّا تقتضيه الفِطْرَة ، الُمشار إِليها في بيانات الوحي، منها : أَوَّلاً : بيان قوله عزَّ من قائل: [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] (1) . ثانياً : بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... فبعث فيهم رسله، وواتر إِليهم أَنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فِطرته، ويذَكِّروهم منسيَّ نِعمته، ويحتجُّوا عليهم بالتَّبليغ، ويُثيرُوا لهم دفائن العقول، ويُروهم آيات المقدِرَة ...». (2) . والفِطْرَة عبارة عن ولاية اللّٰـه تعالىٰ، وولاية سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وولاية سائر أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا هو دين اللّٰـه القويم. فلاحظ: بيانات الوحي المعرفيَّة، منها: بيان تفسير الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «في قول اللّٰـه عز وجل : [فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا] ، قال: التَّوحيد، ومُحمَّد رسول اللّٰـه، وعَلِيٌّ أَمير المؤمنين» (3) . ومنه يتَّضح: عنوان ولفظ (العربي)؛ فإِنَّ معناه : المؤمن ، التام والكامل ، والخالي من النقائص والعيوب ، وهو عنوان شامل لصاحب القوميَّة العَرَبِيَّة وغيره من الأَعاجم؛ فبمقتضيات فِطْرَته وعلو كمالاته يعرب ويُفصِح عن إِيمانه باللّٰـه ، ورسوله صلى الله عليه واله ، وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وإلى هذا المعنىٰ تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ، منها : 1 ـ بيان قوله تعالىٰ :[وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ] (4) ؛ أَيْ : كاشف عن الفِطْرَة ، وتام وكامل ، وخالي من جملة النقائص والعيوب . 2 ـ بيان قوله عزَّ قوله ـ الوارد كمدح للحور العين ـ : [إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ، عُرُبًا أَتْرَابًا ](5) ؛ أَيْ : مؤمنات ، تامات المكارم ، وكاملات الاوصاف ،ومطهرات من النقائص والعيوب . 3 ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... إِنَّ العرب لا تبغض عليّاً عليه السلام ...». (6) ؛ أَيْ : أَنَّ المؤمن بالله ، وبرسوله صلى الله عليه واله ، وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لا يبغض أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليهم السلام . 4 ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيْضًا : « نحن العرب، وشيعتنا الموالي وسائر الناس همج».(7) 5 ـ بيان الإِمام محمد بن علي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « نحن العرب، وشيعتنا منا، سائر الناس همج أو هبج، قال: قلت: وما الهمج؟ قال: الذباب . فقلت: وما الهبج؟ قال : البق» . (8) . ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اِتَّضَحَت . قال في القاموس: " الهمج " محركة ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم، والحمير . و " الهبج " بهذا المعنى لم أجده في كتب اللغة قال في القاموس: " الهبج " محركة كالورم في ضرع الناقة. (البحار) . وكذا يتَّضح: عنوان ولفظ (الأَعجمي)؛ فإِنَّ معناه: الناقص والمنحرف والضَّال، ومنكوس الفِطْرَة . / طبيعة اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ ونُكْتَة اِخْتِيَارها لنزول القرآن بلسانها / وَمِنْ كُل ّهذا تتَّضح : نُكْتَة نزول القرآن الكريم باللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ فإِنَّها مُنفتحة بطبيعتها على معانٍ مُتعدِّدة، وفيها بيان وإِحْكَام لم يُوجد في لغةٍ أُخرىٰ قَطُّ، توصل إِلى حقائق غير متناهية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النور: 30 . (2) نهج البلاغة، الخطبة الأُولىٰ: 45ـ 46. (3)بحار الأَنوار، 3: 278/ح9. (4) الزمر :27 ـ 28 . (5) الواقعة : 35 ـ 37 . (6)بحار الأَنوار، 8: 22/ح16. ثواب الأَعمال: 202 . (7)بحار الأَنوار، 64 : 181/ح21 . (8)بحار الأَنوار، 64 : 176/ح 14 .معاني الأخبار :404