معارف ألهية (15)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
30/01/2024
الدرس : (15)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10)، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وقد تقدمت بيانات و ادلة هذه المُقدِّمة ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى العنوان التالي : ومن كُلِّ ما تقدم تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، وصل الكلام بنا الى البيان السادس عشر : 16ـ بيان زيارتهم صلوات اللَّـه عليهم : «... بأَبي أَنتم وأُمِّي ونفسي وَأَهلي ومالي ، ذكركم في الذَّاكرين ، وَأَسماؤكم في الأَسمآء ، وأَجسادكم في الأَجساد ، وأَرواحكم في الأَرواح ، وأَنفسكم في النُّفوس ، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور ، فما ... أَعظم شأنكم ، وَأَجلّ خطركم...»(1). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ، فإِنَّ طبقات حقائق أَمير المؤمنين وسائرأَهل البيت صلوات الله عليهم الصَّاعدة لَـمَّا كانت صفات وأَسمآء إِلٰهيَّة كانت أَلطف الموجودات ؛ فيكونوا صلوات الله عليهم بلحاظ تلك الطبقات الصَّاعدة داخلين في جميع شراشر وجزئيَّات وذرَّات كافَّة المخلوقات دخول اللطيف في الأَغلظ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجين عنها خروج اللطيف عن الأَغلظ لا بالمباينة والمزايلة ، ومن ثَمَّ يكونوا صلوات الله عليهم أَعرف من جملة المخلوقات وفي كافة العوالم بأنفسها من أَنفسها. وعلى هذا قس سائر طبقات حقائقهم صلوات الله عليهم المتوسطة والنَّازلة ؛ فإِنَّها لَـمَّا كانت ألطف مخلوقات عوالمها كانت داخلةً فيها دخول اللطيف في الأَغلظ ، وخارجةً عنها خروجه عنه ، فكانت أَجسادهم وأَرواحهم ونفوسهم وسائر طبقات حقائقهم صلوات الله عليهم داخلة ـ على وفق القاعدة ـ في جميع شراشر وجزئيَّات وذرَّات أَجساد وأَرواح ونفوس وسائر طبقات حقائق جملة مخلوقات تلك العوالم دخول اللطيف في الأَغلظ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجة عنها خروج اللطيف من الأَغلظ لا بالمباينة والمزايلة . ومن ثَمَّ يحيطوا صلوات الله عليهم أَيضاً ـ على طبق القاعدة ـ بجميع شراشر وجزئيَّات وذرَّات مخلوقات جملة العوالم ، ولا يشذُّ عنهم صلوات الله عليهم شيء البَتَّة. وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) مزيد بيان عن هذه القضيَّة في المُقدِّمات التالية فانتظر. 17ـ بيان زيارتهم صلوات الله عليهم أَيضاً : «... لم تزالوا بعين اللَّـه وعنده ، وفي ملكوته تأمرون ، وله تخلفون ، وإِيَّاه تُسَبِّحون ، وبعرشه... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 99 : 132. عيون الأَخبار ، 2 : 272 ـ 277