الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (358) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (358) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

11/01/2025


الدَّرْسُ (358) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (41) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصطلح الواقعيَّة » ؛ فإِنَّ هناك تجاذباً وجدلاً كبيراً حصل في عنوان ومُصطلح: (الواقعيَّة)؛ بين مدارس المعارف والعقائد وعلم الكلام من جهة، وبين المدارس الأَكاديميَّة والأَندية الدُّوليَّة والأَبحاث الِاستراتيجيَّة والمُعَبَّر عنها بالِاصطلاح العصري الحديث بـ: (الباراكماتيَّة) من جهة أُخرىٰ؛ فإِنَّه يُطْلَق في أَبواب المعارف والعقائد وعلم الكلام ويراد منه: الواقعيَّة الوسيعة وغير المتناهية، والسَّعَة الواقعيَّة الشَّاملة لعواقب الأُمور في المُستقبل القريب والمُتوسُّط والبعيد غير المتناهي. ويُطلق في الأَبحاث الأَكاديميَّة والأَندية الدُّوليَّة والأَبحاث الِاستراتيجيَّة والمُعَبَّر عنها بالاِصطلاح العصري الحديث بـ: (الباراكماتيَّة) علىٰ من لا يتعايش مع تنظيرات القيم والمبادئ والُمثْل والشعارات، وإِنَّما يتعاطىٰ مع الظرف الواقعي، أَي: مع الواقع والمقطع الرَّاهن علىٰ ما هو عليه، يعني: الوجود العيني الرَّاهن. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / بحث الثابت والمُتغيِّر أَحد أَبْعَاد هذا المبحث / ثُمَّ إِنَّ أَحَد أَبْعَاد هذا التَّجاذب والتَّنازع: معضلة وجدليَّة: (الثَّابت والمُتغيِّر)؛ أَي: الجانب الثَّابت في الدِّين مع الجانب المُتغيِّر في الدُّنيا كالسياسة. وهذا المبحث من صِعَاب المباحث، سواء كان في مباحث العقيدة الأَيديولوجيَّة، أَو في الفلسفة السياسيَّة، أَو الفلسفة الحقوقيَّة، أَو الفلسفة الأَخلاقيَّة أَو غيرها، بل ويأتي أَيضاً في البُعْدِ الفقهي والقانوني. / أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ واقعي ومبدئي النَّزَعَة/ ومنه يتَّضح: ما هو المعروف عن سيرة أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) من أَنَّه واقعيٌّ ومَبْدَئِيُّ النَّزَعَة، فلا يُساوم ولا يُدَاهِن ولا يرضخ إِلى صعوبة الظروف؛ في الظرف الراهن أَو في المُستقبل القريب والمتوسُّط والبعيد، وقد رُصِدَت في حياته صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الشَّريفة أَربعين مشهداً لم يُزايد فيها علىٰ المبادئ، فضحَّىٰ لأَجلها بالمكاسب والمغانم السياسيَّة وغيرها، ومن هذه المشاهد: 1ـ ما حصل في أَيَّام السَّقِيفَة؛ فإِنَّ أَبا سفيان قال له (صلوات اللّٰـه عليه): «ما بال هذا الأَمر في أَقَلِّ حيّ من قريش؟! والله، لئن شِئْتَ لأَملأَنها عليه خيلاً ورجالاً ... وقال: يا أَبا الحسن، أبسط يدكَ حتَّى أُبايعُكَ، فأَبىٰ عَلِيّ عليه، فجعل يتمثَّل بشعر الُمتَلَمِّس: ... قال: فزجره عَلِيٌّ، وقال: إِنَّكَ والله، ما أَردتَ بهذا إِلَّا الفتنة، وإِنَّكَ والله، طالما بَغَيْتَ الإِسلام شَرّاً، لا حاجة لنا في نصيحيِكَ»(1). 2ـ ما حصل يوم الشورىٰ بعد هلاك المُستولي الثاني. وهذه أَحَد القراءات لهذا المشهد؛ فإِنَّ لهذا المشهد قراءات عديدة عميقة جِدّاً. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تأريخ الطبري، 2: 449