الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (359) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (359) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

12/01/2025


الدَّرْسُ (359) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (42) / / معنى عنوان وكلمة: (كفى) و(كفاية) / إِنَّ عنوان وكلمة: (كفىٰ) و(كفاية) الواردتين في أَبواب العلوم النفسيَّة والرُّوحيَّة وحالات الرُّوح والنَّفس، بل والواردتين في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة ـ مثالها: بيان الإِمام الباقرصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... لا تضعوا عَلِيّاً دون ما وضعه الله، ولا ترفعوا عَلِيّاً فوق ما رفعه الله، كفىٰ بعَلِيٍّ أَنْ يُقاتل أَهل الكرَّة ، وأَنْ يُزوِّج أَهل الجنَّة»(1) ـ يختلف معناهما في هذه الأَبواب عن معناهما الوارد في أَبواب الفروع، فإِنَّ المراد منهما في أَبواب الفروع : عدم جواز الإِتيان بالأَقل مع جواز الإِتيان بالأَكثر، أَي: ما يُجتزئ به وهو أَقلُّ الواجب، ولكن يحقُّ للمُكلَّف الزِّيادة علىٰ ذلك المقدار. بخلاف اِستعمالهما في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة وأَبواب العلوم النفسيَّة والرُّوحيَّة وحالات الرُّوح والنَّفس فإِنَّهما يُطلقان ويُراد منهما الحصر؛ أَي: لا تجوز الزِّيادة ولا النقصان، فقوله (صلوات اللّٰـه عليه): «کفیٰ بِعَلِيٍّ أَنْ يُقاتل أَهل الكرَّة وَأَنْ يُزوِّج أَهل الجنَّة» أَنَّ الزيادة علىٰ ذلك لا تجوز؛ للزوم الغُلُوّ، وكذا النقيصة لا تجوز؛ للزوم التَّقصير. وعلىٰ هذا قس معناهما الواردان في أَبواب العلوم الرُّوحيَّة. نظيرهما: أَوَّلاً: معنىٰ (الشَّجاعة)؛ فإِنَّه لا تجوز الزيادة علىٰ حدِّها وَلَا النقصان؛ فإِنَّ الزيادة علىٰ حدِّها تهوُّر، والنَّقيصة جبن. نعم، الشَّجاعة ـ والَّتي هي بين الحدَّين ـ في حَدِّ نفسها علىٰ مراتب ودرجات غير متناهية. ثانياً: معنىٰ (الْعِلْم)؛ فإِنَّه لا تجوز الزيادة أَيضاً على حدِّه ولا يجوز النقصان؛ فإِنَّ الزيادة علىٰ حدِّه جربزة، والنَّقيصة عن حدِّه بلادة، وإِذا أُقيم في الوسط صار عِلْماً ونباهةً، وهو في حَدِّ نفسه علىٰ مراتب ودرجات غير متناهية. وهذه ضابطة معرفيَّة عقليَّة، دقيقة ورقيقة ورشيقة ومُهمِّة جِدّاً، وردت في بيانات الوحي، لا بُدَّ من الِالتفات إِليها، والتَّعامل وعدم التَّساهل معها، وعدم الغفلة أَو التغافل عنها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 40: 5/ح10. أَمالي الصدوق: 130