مَعَارِف إِلْهِيَّة : (363) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
16/01/2025
الدَّرْسُ (363) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (46) / / اِستعمالات عنوان: (الإِدْرَاك) / إِنَّ اِستعمال عنوان: (الإِدْرَاك) في بيانات الوحي واللُّغة يختلف عن اِستعمالاته واِصطلاحه في شتَّىٰ المدارس البشريَّة المعرفيَّة والعقليَّة ـ كالفلسفيَّة، والمنطقيَّة، والكلاميَّة، والعرفانيَّة ـ ؛ فإِنَّه يُطلق في بيانات الوحي وعلوم اللُّغة ويراد منه: خصوص العِلْم الإِحَاطِي، والمُكْتَنِه والمُحيط بحقائق و كُنْهِ الأَشياء. فانظر: بيانات الوحي، منها: 1ـ بیان قوله تبارك وتعالىٰ: [لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ](1). فليس المراد: لا تراه جلَّ قُدسه الأَبصار من وجهٍ؛ ومن خلال الآيات والْأَسْمَاء والصِّفَات الإِلٰهيَّة ومرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة ؛ طبقات حقائق أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعِدَة، وإِنَّما المراد: لا تحيط بُكُنْهِه وبحقيقته (سبحانه وتعالىٰ) الأَبصار. 2ـ بيان قوله علا ذكره ـ المُقْتَصّ لخبر فِرْعَوْن ( عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ ) ـ : [ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ](2). أي : اِعْتَرَفَ فِرْعَوْنُ وآمَن لَمَّا أَحَاطَ به الْغَرَقُ . ويُطلق في اِستعمالات واِصطلاحات المدارس البشريَّة المعرفيَّة والعقليَّة ويراد منه: مُطلق العِلْم والمعرفة بالأَشياء؛ سوآء أَكانت تلك المعرفة بالكُنْه ومعرفة تمام الحقيقة ، أَو من وجهٍ ؛ ومن خلال الآيات والْأَسْمَاء والصِّفَات الإِلٰهيَّة ومرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَنعام: 103. (2) يونس: 90