الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (365) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (365) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

18/01/2025


الدَّرْسُ (365) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (48) / / مُصْطَلَح: (المُحدِّثين) / مرادنا من مُصطلح: (المُحدِّثين) ليس ما ذهب إِليه كثير من الفقهاء والأُصوليّين من أَنَّ المراد به: (أَصحاب المنهج الأَخَبَاري الحَرْفِي الحشويّ القشريّ)؛ فإِنَّها نظرة ليست بالصَّائِبَة، وإِنَّما المراد منه: (مَنْ يحترف منظومة الحديث بمعانيها، وَأَصحاب(1) منهج الأَخبار التَّحقيقي الْعِلْمِيّ ؛ الَّذين ينتهجون ـ ضمن الموازين والضَّوابط الْعِلْمِيَّة ـ البيانات الصِّنَاعيَّة الْعِلْمِيَّة المُوْدَعَة في سُنَّة المعصوم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ). إِذَنْ: المنهج الحشوي القشري الجمودي علىٰ أَلفاظ النَّصِّ ليس من لوازم المنهج الأَخَبَاري، بل ولا الدِّقَّة ودراسة المتن والمضمون ملازمة لِـمَنْ يَتَشَبَّث بِانْتِسَابِه للمنهج الأُصولي؛ فكثيرٌ يتمدرع ظاهراً بالمنهج الأُصولي، لكنَّه لَـمَّا لم يتَّصف بالدِّقَّة والتَّحقيق كان حشوياً ـ واقعاً ـ قشرياً جموديّاً، مذموماً في بيانات الوحي الوافرة. وعليه: فالمنهج الأَخَبَاري الَّذي تحاربه بيانات الوحي ويحاربه الأُصوليُّون ذلك المنهج المُعْتَمِد علىٰ حُجِّيَّة الصُّدور حسب، بخلاف المنهج المُعْتَمِد علىٰ دراسة المتن والمضمون بموازين ضوابط وأُصول وقواعد مُحْكَمَات الدِّين؛ فإِنَّه وإِنْ سُمِّي ظاهراً منهج أَخْبَارِيّ، لكنَّ واقع حاله منهج أُصوليّ مدحته بيانات الوحي الوافرة الباهرة، فيُلاحِظ متن الدَّليل ويدرسه بموازين القرائن وأُصول: (الكتاب) و(السُّنَّة) القطعيَّين، وأُصول: (العقل) و(الوجدان) البديهيِّين. بعد الِالتفات: أَنَّ البرهان القطعي لا يعتمد علىٰ جهة الصُّدور والسَّند، بل علىٰ جهة المتن والمضمون. فانظر: بيانات الوحي المادحة للمنهج التَّحقيقي الأُصولي، والذامَّة للمنهج الحشوي، منها: 1ـ بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «اعقلوا الخبر إِذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية؛ فإِنَّ رواة الْعِلْم كثير، ورعاته قليل»(2). 2ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «همَّة السُّفهاء الرُّواية، وهمَّة العلماء الدِّراية»(3). 3ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: « ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) العطف في المقام عطف تفسيريّ للعبارة السَّابقة. (2) بحار الأَنوار، 2: 161/ح21. (3) المصدر نفسه: 160/ح13