الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (366) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (366) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

19/01/2025


الدَّرْسُ (366) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (48) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصْطَلَح: (المُحدِّثين)» ؛ فإِنَّ مرادنا من مُصطلح: (المُحدِّثين) ليس ما ذهب إِليه كثير من الفقهاء والأُصوليّين من أَنَّ المراد به: (أَصحاب المنهج الأَخَبَاري الحَرْفِي الحشويّ القشريّ)؛ فإِنَّها نظرة ليست بالصَّائِبَة، وإِنَّما المراد منه: (مَنْ يحترف منظومة الحديث بمعانيها، وَأَصحاب منهج الأَخبار التَّحقيقي الْعِلْمِيّ ؛ الَّذين ينتهجون ـ ضمن الموازين والضَّوابط الْعِلْمِيَّة ـ البيانات الصِّنَاعيَّة الْعِلْمِيَّة المُوْدَعَة في سُنَّة المعصوم عليه السلام).وعليه : فالمنهج الأَخَبَاري الَّذي تحاربه بيانات الوحي ويحاربه الأُصوليُّون ذلك المنهج المُعْتَمِد علىٰ حُجِّيَّة الصُّدور حسب، بخلاف المنهج المُعْتَمِد علىٰ دراسة المتن والمضمون بموازين ضوابط وأُصول وقواعد مُحْكَمَات الدِّين؛ فإِنَّه وإِنْ سُمِّي ظاهراً منهج أَخْبَارِيّ، لكنَّ واقع حاله منهج أُصوليّ مدحته بيانات الوحي الوافرة الباهرة، فيُلاحِظ الفقيه متن الدَّليل ويدرسه بموازين القرائن وأُصول: (الكتاب) و(السُّنَّة) القطعيَّين، وأُصول: (العقل) و(الوجدان) البديهيِّين. بعد الِالتفات: أَنَّ البرهان القطعي لا يعتمد علىٰ جهة الصُّدور والسَّند، بل علىٰ جهة المتن والمضمون. وهذا ما حثت عليه بيانات الوحي المادحة للمنهج التَّحقيقي الأُصولي، والذامَّة للمنهج الحشوي، تقدم شطر منها ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الدليل التالي : 3ـ بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «عليكم بالدِّرايات لا بالرُّوايات»(1). 4- بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «... وترككَ حديثاً لم تروه خير من روايتكَ حديثاً لم تحصه، إِنَّ علىٰ كلِّ حقٍّ حقيقةً، وعلىٰ کُلِّ صوابٍ نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه»(2). 5ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «... وإِنَّ الكلمة من آل مُحمَّد تنصرف إِلى سبعين وجهاً ...»(3). 6ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... والعلماء تحزنهم الدِّراية، والجهال تحزنهم الرُّواية»(4). 7ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «حديث تدريه خيرٌ مِنْ أَلف ترويه، ولا يكون الرَّجُل منكم فقيهاً حتَّى يعرف معاريض كلامنا، وإِنَّ الكلمة من كلامنا لتنصرف علىٰ سبعين وجهاً، لنا من جميعها المخرج»(5). 8ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «أَنتم أَفقه النَّاس إِذا عرفتم معاني كلامنا، إِنَّ الكلمة لتنصرف علىٰ وجوه، فلو شاء إِنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب»(6). 9ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: «إِنِّي لأَتكلَّم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجهاً، إِنْ شئتُ أَخذتُ كذا، وإِنْ شئتُ أَخذتُ كذا»(7). 10ـ بيان الإِمام الباقر مخاطباً الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما : «يابنيّ، اعرف منازل الشيعة علىٰ قدر روايتهم ومعرفتهم، فإِنَّ المعرفة هي الدِّراية للرُّواية، وبالدِّرايات للرُّوايات يَعْلُو المؤمن إِلى أَقصىٰ درجات الإِيمان، إِنِّي نظرتُ في كتابٍ لعلِيٍّ عليه السلام فوجدتُ في الكتاب: أَنَّ قیمة كُلّ امرئ وقدره معرفته، إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ يحاسب النَّاس علىٰ قدر ما آتاهم من العقول في دار الدُّنيا»(8). ودلالة الجميع واضحة. 11ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً: « ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 2: 160/ ح12. (2) المصدر نفسه: 165/ح25. (3) المصدر نفسه، 25: 173/ح38. (4) المصدر نفسه، 2: 161/ح14. (5) بحار الأَنوار، 2: 184/ح5. (6) المصدر نفسه/ح3. (7) المصدر نفسه: 198/ح51. (8) المصدر نفسه: 184/ح4