الدَّرْسُ (369) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (50) / / الفارق بين مُصطلح: (المعنى) و(الماهيَّة) و(المفهوم) / ينبغي الِالتفات: أَنَّ هناك فارقاً بين عناوين ومُصطلحات ثلاثة: (المعنىٰ)، و(الماهيَّة)، و(المفهوم). أَمَّا (المعنىٰ)(1) فيُطلق ويراد به: صاحب الصُّورة الذِّهنيَّة الُمركَّبة من الكمالات والنَّقائص غير المحدودة. وأَمَّا (الماهيَّة)(2) فتُطلق ويراد منها: صاحبة الصُّورة الذِّهنيَّة المُركَّبة مِنْ كمالات ونقائص محدودة؛ فمُزج في الماهيَّة بين الإِيجاب والسَّلب. وأَمَّا (المفهوم) فيُطلق ويراد منه: صاحب الصُّورة الذِّهنيَّة المُركَّبة مِنْ كمالات غير محدودة؛ فيكون المفهوم خلو مِن الأَعدام والسِّلبيَّات. وَمِنْ ثَمَّ لا يصحُّ التَّعبير عن الصُّور الذِّهنيَّة الحاكية عن السَّاحة الإِلٰهيَّة وَأَوصافها وصفاتها وأَسمائها ـ كصورة: الْعِلْم ، والقدرة، والواحديَّة، والأَحديَّة، والأَوليَّة، والآخِريَّة، والحياة، والكمال ـ بالماهيَّات، وَإِنَّما مفاهيم. نعم، لَـمَّا كان عنوان : ( المعنىٰ ) أَعَمُّ من عناوين الماهيَّات والمفاهيم صَحَّ إِطلاقه وإِرادة أحدهما ؛ أي : الماهيَّات أَو المفاهيم. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المراد من عنوان (المعنىٰ) الوارد في المقام: المعنىٰ الدَّارج في المدارس البشريَّة المعرفيَّة، وإِلاَّ ففي بيانات الوحي له إِطلاق آخر، مرَّ، بل وسيأتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) بيانه، فالتفت . (2) المراد من عنوان (الماهيَّة) الوارد في المقام: المعنىٰ الدَّارج في المدارس البشريَّة المعرفيَّة، وإِلَّا ففي بيانات الوحي له إِطلاق آخر، مرَّ، بل وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) ـ كما في الفائدة التَّالية ـ بيانه، فالتفت