الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (371) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (371) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

24/01/2025


الدَّرْسُ (371) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (51) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التَّعبير السَّابق عن الماهيَّة » ؛ فإِنَّ الاِستعمالات اللَّفظيَّة القديمة لا تُعبِّر عن الماهيَّة بلفظها، وإِنَّما بلفظ المائيَّة، كما جاء ذلك في بيان قوله تعالىٰ: [وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ](1) فإِنَّ أَصل مادَّة: (ماء): موه، أَي: الْعِلْم بالأَشياء . ووصل الكلام الى العنوان التالي : « معنى عنوان: (الماء) الوارد في بيانات الوحي » ، وتقدم أنَّ معناه ليس السَّائل المعهود، بل: (ماهيَّة وأَصل الأَشياء)، وهو: (الْعِلْم)، أَي: الْعِلْم بالأَشياء ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة: أَنَّ لعنوان: (الماء) الوارد في بيانات معارف الوحي ـ منها: ما تقدَّم ـ ليس السَّائل المعهود، بل له رمزيَّة عجيبة وعظيمة جِدّاً؛ فإِنَّ همزة (ماء) ليست من الحروف الأَصليَّة للكلمة فتكون مقلوبة عن (هاء)، وكذا أَلفها فتكون مقلوبة عن (واو)، فيكون أَصلها: (موه)، أَي: ماهية وأَصل الأَشياء، وهو: (الْعِلْم). ثُمَّ إِنَّ حقيقة (الْعِلْم) عَالَمٌ برأسه، مخلوق من مخلوقات عوالم الخلقة الصَّاعدة، فوق عَالَم العرش، ولحقيقته نشأة ملكوتيَّة يراها العَالِم ولا يراها الجاهل؛ لعدم تفعيله لأَبدانه وحواسها وقواها الصاعدة، فإِنّ الْعِلْم ماء حياتها، فكما أَنَّ للأَبدان الغليظة المعهودة غذاؤها وشرابها المادِّي الغليظ، وتستدام حياتها به، وتموت بتركه، كذلك حال الأَبدان الصَّاعدة وحواسّها وقواها، لكن غذاؤها : ما يناسب تلك العوالم، وهو: العِلْمُ والمعرفةُ الحَقَّةُ والاعتقاد الحَقُّ ، والتسبيح والتحميد وذكر اللَّـه الكريم، فهذا ليس غذاء الملائكة والمخلوقات الصاعدة فحسب، بل وغذاء أَبدان الإِنسان الصاعدة وحواسها وقواها. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن زيد الشحام: «في قول اللَّـه: [فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ](2) قال: قلتُ: ما طعامه؟ قال: عِلْمه الَّذي يأخذه مِـمَّن يأخذه» (3). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هود: 7. (2) عبس: 24. (3) بحار الأَنوار، 2: 96/ح38