مَعَارِف إِلْهِيَّة : (373) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
26/01/2025
الدَّرْسُ (373) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (53) / / حقيقة عنوان (الهواء) الوارد في بيانات الوحي وتعدُّد عوالمه / ينبغي الاِلتفات: أَنَّ لفظ (الهواء) عنوان ذكرته بيانات الوحي للدِّلالة علىٰ عوالم علويَّة مهولة وخطيرة وعظيمة جدا ، منها: 1ـ تحت السَّماء الأُولَىٰ وفوق الارضين السبع ، بل وفوق عَالَم الديك ، و عَالَم الصخرة ، و عَالَم الحوت ، و عَالَم البحر المظلم . وكلّ هذه العوالم وما فيها بالنِّسبة إِليه كنقطة في بحره الطَّمْطَام المُتَلَاطِم، بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله عن هذه القضية ، في رواية زينب العطَّارة: «كحَلْقَةٍ في فَلَاةِ قِـيِّ» ، قال الجوهري: (الفَلَاة): المفازة. والـ: (قِيّ) ـ بالكسر والتَّشديد ـ (فعل) من القواء، وهي: الأَرض القفر الخاليَّة. فانظر: بيانه صلى الله عليه واله ، في تلك الرواية : «... إن هذه الارض بمن فيها ومن عليها عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قي، وهاتان ومن فيهما ومن عليهما عند التي تحتهما كحلقة في فلاة قي، والثالثة حتى انتهى إلى السابعة ... والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قي ...»(1). 2ـ فوق السَّماء السَّابعة ، بل وفوق عَالَم البحر المكفوف ، وعَالَم جبال البرد ، وعَالَم حجب النور ، وهو تحت العرش. وكلّ ما تحته بالنِّسبة إِليه كنقطة في بحره الطَّمْطَام المُتَلَاطِم، وعبَّرَ عنه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، في تلك الرواية ايضا : «كحَلْقَةٍ في فَلَاةِ قِـيِّ». فلاحظ : بيانه صلى الله عليه واله : «... وهذا و السماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي، وهذا و هاتان السماوان عند الثالثة كحلقة في فلاة قي، وهذا وهذه الثلاث عند الرابعة بمن فيهن ومن عليهن كحلقة في فلاة قي حتى انتهى إلى السابعة، وهذه السبع و من فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الارض كحلقة في فلاة قي، و السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية: [ و ينزل من السماء من جبال فيها من برد ] (2) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة قي، وهو سبعون ألف حجاب يذهب نورها بالابصار، وهذا والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب عند الهواء الذي تحار قيه القلوب كحلقة في فلاة قي ... وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي ...» . 3ـ فوق العرش . فانظر: بيانات الوحي الأُخرى، منها : أَوَّلاً: بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... والماء على الهواء، والهواء على الظلمة، ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمة، ثم خلق الله تعالى العرش ...»(3). ثَانِيَاً : بيان الامام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... هو كما وصف نفسه (كان عرشه على الماء) والماء على الهواء، والهواء لا يحد ...»(4). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 57: 83/ح10. توحيد الصدوق: 269ـ 270/ح1. (2) النور :63 . (3) بحار الأَنوار، 15: 31. (4) بحار الأَنوار، 54: 72 ح/47 . تفسير على بن أبراهيم: 427