مَعَارِف إِلْهِيَّة : (375) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
28/01/2025
الدَّرْسُ (375) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (55) / / (اليمين) و(الشَّمال) في عوالم الخِلْقَة / هناك عنوانان طفحت بهما بيانات الوحي، وردا في عوالم الخِلْقَة، مفيدان في كثير من أَبواب المعارف، ينبغي الاِلتفات إِليهما: أَحدهما: عنوان ولفظ (اليمين). الآخر: عنوان ولفظ (الشِّمال) ـ اليسار ـ. أَمَّا الأَوَّل؛ فيُطلق ويراد به في بيانات الوحي عادة ليس زاوية وجهة جغرافيَّة، بل العُلُوّ؛ فيمين الشَّيءِ: أَشرفه وأَكمله وأَعلاه(1). وهذا ما عنته كثير من بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ](2). أي : مَطْوِيَّاتٌ بكُمَّلِ المخلوقات ، وبالجهة الشريفة الكاملة العالية ؛ رأس هرمها : حقائق أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعِدَة . 2ـ بيان قوله جلَّ شأنه: [وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ](3). أي : أصحاب واتباع الجهة الشريفة الكاملة العالية ؛ أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . 3ـ بيان قوله جَلَّ ثناؤه: [وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ](4). أي :لأخذنا ببدن سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله في هذه النَّشْأَة الأَرْضِيَّة ونفسه الجزئيَّة بالجهة الشريفة الكاملة العالية ؛ طبقات حقائق أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعِدَة . 4ـ بيان قوله تبارك وتعالىٰ: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا](5). أي : مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بالجهة الشريفة الكاملة العالية . وأَمَّا الثَّاني؛ فيطلق أَيضاً؛ ويُراد به: جهة السُّفْل والضَّعَة. وهذا ما أشارت إِليه بيانات الوحي، منها: بيان قوله تعالىٰ: [وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ](6). ومِنْ كُلِّ هذا تتَّضح: كثير من بيانات الوحي الواردة في المقام، منها: أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، عن ابن عباس قال : « كنا عند رسول الله صلى الله عليه آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه بأربعين ألف سنة، قال: فقلنا: يا رسول الله أكان الابن قبل الاب ؟ فقال نعم، إن الله خلقني وعليا من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدة ثم قسمه نصفين، ثم خلق الاشياء من نوري ونور علي عليه السلام، ثم جعلنا عن يمين العرش ...»(7). أي : جعلنا أَهْلُ الْبَيْتِ ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ على الجهة الشريفة الكاملة العالية من العرش . ثَانِيَاً : بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... الضراح بيت في السَّماء الرَّابعة حيال الكعبة من لؤلؤة واحدة، يدخله كلَّ يومٍ سبعون أَلف مَلَك لا يعودون إِليه إِلى يوم القيامة، فيه كُتَّاب أَهل الجنَّة عن يمين الباب يكتبون أَعمال أَهل الجنَّة، وفيه كُتَّاب أَهل النَّار عن يسار الباب يكتبون أَعمال أَهل النَّار بأَقلام سود ...»8). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ومِنْ ثَمَّ جرت سُنَّة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار (صلوات اللّٰـه عليهم) علىٰ الاِبْتِدَاء والأَخذ باليمين تبرُّكاً. (2) الزمر: 67. (3) الواقعة:90 ـ 91. (4) الحاقة: 44 ـ 45. (5) الإسراء: 71. (6) الواقعة: 41 ـ 44. (7) بحار الأَنوار،25: 24/ح42. (8) بحار الأَنوار، 58: 56/ح1