مَعَارِف إِلْهِيَّة : (376) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
29/01/2025
الدَّرْسُ (376) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (56) / / مُصطلح (الوَهْم) / / إِطلاق عنوان (الوَهْم) على جملة من إِدْرَاكات العقل المُتعلِّق بأَلطف الأَجسام توسُّطاً / المقصود من عنوان ولفظ: (الوَهْم) و(القوىٰ الواهمة) الوارد في بيانات الوحي وفي اِصطِلاح المعقول والعلوم العقليَّة ـ كـ: الفلسفيَّة والكلاميَّة والعرفانيَّة ـ ليس ما يُقصد في العرف واللُّغة ـ أَي: الخلط والِاشْتِبَاه، وخطرات القلب، والسَّراب الَّذي لا حقيقة له، أَو مرجوح طرفي الُمتردَّد فيه ـ بل الإِدْرَاك العقلي المُتَعَلِّق بالجسم أَو المقدار، والعقل المُقيَّد والمُرتبط والمُتعَلِّق بالجسم والجسمانيَّات والمقادير ـ سواء كانت مادِّيَّة: (دنيويَّة)، أَو (برزخيَّة مثاليَّة)، أَو (أُخرويَّة أَبديَّة) ـ ، ويُعبِّر عنه الَمشَّاء بـ: (العقل السَّاقط). وَإِنْ شئتَ قُلْتَ: إِنَّ المُراد من عنوان (الوَهْم) بِهذا الِاصطلاح عَالَمٌ متوسِّط بين العَالَم العقلي وعَالَم البرزخ والمِثَال، وقوَّة وعَالَم من المُوْجُوْدَات لم تبلغ لطافة عَالَم النُّور المُجرَّد نسبياً بتجرُّد عَالَم العقل، لكن ليست له علائق وَأَحكام المادَّة الدُّنيويَّة، ولا الأَبعاد الثلاثة ـ الطول، والعرض، والِارْتِفَاع ـ، ولا أَبْعَاد كميَّة ولا مُحَاذَاة؛ فيكون مُجرَّداً عن الجسميَّة تجرُّداً نسبيّاً، ومُتعانق ومُتعلِّق بجسم خياليٍّ لطيف، فيه مقسم وجواهر، وَأَقْسَامه لا تختصّ بالإِنسان الصَّغير، بل تأتي أَيضاً في الإِنسان الكبير. إِذَنْ: للإِنسان جسمٌّ ظلِّيٌّ من عَالَم الأَظلَّة والأَشباح، أَلطف من جسم عَالَم الجنَّة الأَبديَّة هو الَّذي يتعلَّق به العقل النَّازل والمُعبَّر عنه بالوَهْم. فالمُراد من (الوَهْم) هو: العقل المحدود والمُتعلِّق بأَشفِّ الأَجسام وأَلطفها توسُّطاً. والعقل بهذا المعنىٰ وإِنْ كان مُجرَّداً في ذاته عن المادَّة الأَغلظ، لكنَّه حينما يرتبط بذلك الجسم يصير محدوداً ومتناهياً أَكثر، فتكون الواقعيَّة الَّتي وراء حدِّه غيباً بالنِّسبَة إِليه، ولهذا عُبِّر عنه وعن نِتَاجَاته بالوَهْم. وَلَكَ أَنْ تقول: إِنَّ لعنوان: (الوَهْم) الوارد في البحوث العقليَّة والمعرفيَّة اِصطلاحات مُتعدِّدة، منها: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار