مَعَارِف إِلْهِيَّة : (377) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
30/01/2025
الدَّرْسُ (377) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (56) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصطلح (الوَهْم)» ؛ وعنوان : « إِطلاق عنوان (الوَهْم) على جملة من إِدْرَاكات العقل المُتعلِّق بأَلطف الأَجسام توسُّطاً » ؛ فإِنَّ المقصود من عنوان ولفظ: (الوَهْم) و(القوىٰ الواهمة) الوارد في بيانات الوحي وفي اِصطِلاح المعقول والعلوم العقليَّة ـ كـ: الفلسفيَّة والكلاميَّة والعرفانيَّة ـ ليس ما يُقصد في العرف واللُّغة ـ أَي: الخلط والِاشْتِبَاه، وخطرات القلب، والسَّراب الَّذي لا حقيقة له، أَو مرجوح طرفي الُمتردَّد فيه ـ بل الإِدْرَاك العقلي المُتَعَلِّق بالجسم أَو المقدار، والعقل المُقيَّد والمُرتبط والمُتعَلِّق بالجسم والجسمانيَّات والمقادير ـ سواء كانت مادِّيَّة: (دنيويَّة)، أَو (برزخيَّة مثاليَّة)، أَو (أُخرويَّة أَبديَّة) ـ ، ويُعبِّر عنه الَمشَّاء بـ: (العقل السَّاقط).، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وَلَكَ أَنْ تقول: إِنَّ لعنوان: (الوَهْم) الوارد في البحوث العقليَّة والمعرفيَّة اِصطلاحات مُتعدِّدة، منها: القوَّة المُجرَّدة في نفسها عن الجسمانيَّة، والمُرتبطة بموجودات جزئيَّة أَو جسمانيَّة. مثالها: المحبَّة والكراهية والبغض المُتعلِّقة بشخصٍ مُعيَّنٍ؛ فإِنَّها وإِنْ كانت بنفسها مخلوقات مُجرَّدة عن الجسمانيَّة وَأَبْعَاد الجسم الثلاثة ـ الطول، والعَرَض، والعمق (الِارْتِفَاع) ـ، لكنَّها لَـمَّا كانت مرتبطة بجزئيَّات وموجودات جسمانيَّة كانت مُقيَّدة بتلك الموجودات الجزئيَّة الخاصَّة أَو الجسمانيَّة؛ فلذا لم تكن مُجرَّدة تجرُّداً مطلقاً، ومن ثَمَّ أَمكن دركها بقوَّة نازلة، بعدما أُضيفت وتعلَّقت بشيءٍ جسمانيٍّ. ويُعبَّر عن هذه القوَّة المُدْرِكة لهذه الأُمور بـ: (قوَّة الوَهْم). وهذا بخلاف محبَّة الله عَزَّ وَجَلَّ وخشيته والخوف منه تقدَّس ذکره؛ فإِنَّها بعدما لم يكن لها حدٌّ في نفسها، وليست لها الأَبْعَاد الثلاثة ـ الطول والعَرَض والعمق ـ ولا مقدار؛ وكانت مُجرَّدة من هذه الجهة، وبعدما أُضِيْفَت وتعلَّقت بالواقعيَّة المُجرَّدة عن الجسمانيَّة والمادَّة مُطلقاً كانت مُجرَّدة تجرُّداً تامّاً أَيضاً من الجهة الثَّانية، وحينئذٍ خرجت عن حريم ضابطة الوَهْم، ومن ثَمَّ لم يكن لقوَّة الوَهْم القدرة والمُكْنَة من إِدْرَاكها، ودخلت في حريم ضابطة قوَّة القلب. إِذَنْ: المُدْرِك لهذه الأُمور الثلاثة وما شاكلها ليست القوَّة الواهمة، بل قوَّة القلب. وبعبارة أُخرىٰ: أَنَّ الصُّورة الذهنية تُسَمَّىٰ موهومة وذلك إِذا نُظِرَ إِليها ذاتاً، يعني: صورة عقليَّة محدودة. أَمَّا إِذا نُظِرَ بها غيرها، وكان خالقاً وليس مخلوقاً فلا يكون الْمَحَكِيّ موهوماً. ومنه تتَّضح: كثير من بيانات الوحي، منها: بيان الإِمام الباقر (صلوات اللّٰـه عليه): «كلمَّا ميزتموه بأَوهامكم في أَدَقِّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إِليكم ...»(1)؛ فإِنَّه وصف للحاكي. / معرفة حقائق أَهل البيت عليهم السلام على مراتب وطبقات / / معرفة طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة لا تحصل بالقوَّة الواهمة / ومنه يتَّضح: أَنَّ معرفة حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) علىٰ مراتب وطبقات؛ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 66: 293