الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (380) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (380) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

02/02/2025


الدَّرْسُ (380) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (56) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصطلح (الوَهْم)» ؛ وعنوان : « إِطلاق عنوان (الوَهْم) على جملة من إِدْرَاكات العقل المُتعلِّق بأَلطف الأَجسام توسُّطاً » ؛ فإِنَّ المقصود من عنوان ولفظ: (الوَهْم) و(القوىٰ الواهمة) الوارد في بيانات الوحي وفي اِصطِلاح المعقول والعلوم العقليَّة ـ كـ: الفلسفيَّة والكلاميَّة والعرفانيَّة ـ ليس ما يُقصد في العرف واللُّغة ـ أَي: الخلط والِاشْتِبَاه، وخطرات القلب، والسَّراب الَّذي لا حقيقة له، أَو مرجوح طرفي الُمتردَّد فيه ـ بل الإِدْرَاك العقلي المُتَعَلِّق بالجسم أَو المقدار، والعقل المُقيَّد والمُرتبط والمُتعَلِّق بالجسم والجسمانيَّات والمقادير ـ سواء كانت مادِّيَّة: (دنيويَّة)، أَو (برزخيَّة مثاليَّة)، أَو (أُخرويَّة أَبديَّة) ـ ، ويُعبِّر عنه الَمشَّاء بـ: (العقل السَّاقط) . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / إِطلاق عنوان (الوَهْم) أَيضاً على إِدْرَاكَات القلوب ومكاشفاتها عياناً / بل الِاستعمالات الوحيانيَّة تَطْلِق عنوان (الوَهْم) أَحياناً علىٰ إِدْرَاكَات القلوب، مع أَنَّ إِدْرَاكَاتها إِدْرَاكَات عيانيَّة ووجدانيَّة ومكاشفات عيان؛ فإِنَّ القلب لبّ الرُّوح، وهو ليس بالعقل الحصولي الفكري، بل العقل والإِدْرَاك الشهودي؛ فمعنىٰ العقل الشهودي والذوقي: إِدْرَاك، لكنَّه إِدْرَاك وجداني، فحبُّ الشيء، والِانْجِذَاب إِليه، أَو النفرة منه، والكراهة له ليست أُموراً فكريَّة، بل وجدانيَّة، ومع هذا تطلق عليها بيانات الوحي أَحياناً عنوان (الوَهْم)، والنُّكَتَة قد تقدمت الاشارة اليها ، فلاحظ تلك البيانات، منها: بيان الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليه): «... مَنْ زَعَمَ أَنَّه يعرف الله بتوهّم القلوب فهو مشرك ... قيل له: فكيف سبيل التَّوحيد؟ قال: ... إِنَّ معرفة عين الشَّاهد قبل صفته، ومعرفة صفة الغائب قبل عينه ... كما قالوا ليوسف: [قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي](1)؛ فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره، ولا أَثبتوه من أَنفسهم بتوهّم القلوب ...»(2). ودلالته علىٰ ما ذكرناه واضحة. / عصارة القول / والخلاصة: أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة مَتَّعت الإِنسان بنافذتين وقوَّتين إِدراكيَّتين. إِحداهما: الفكر، والمُعبَّر عنه بـ: (العقل النَّظري). الأخرىٰ: الذوق، والمُعبَّر عنه بـ: (العقل الشُّهودي الذَّوقيّ). وهاتان القوَّتان وما شاكلهما بعدما كانت مخلوقة فلابُدَّ أَنْ تكون محدودة؛ فيكون ما وراء حدها وَهْماً وتخرُّصاً بالغيب بالنِّسبة إِليهما . إِذَنْ: لأَصل إِدْرَاكَات العقول ـ نظريَّة كانت أَم شهوديَّة ـ واقعيَّة وحقيقة، لكن ليست هي وما تُنبئ عنه تمام الحقيقة، بل ومضة عنها، وآية لها، ولمعان منها. / دعوى اِماتة الدِّين للعقل وتهميشه/ ومنه تتَّضح: مغالطة العلمانيِّين والحداثويِّين والفلسفات الأَلسِنِيَّة وما شاكلها؛ فإِنَّهم يدَّعون اِماتة الدِّين للعقل ومحاربته له. والحقُّ: أَنَّ الدِّين لا يتنكَّر للعقل ولا يُهمِّشه... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يوسف: 90. (2) بحار الأَنوار، 68: 275ـ 279/ح31. تحف العقول: 340ـ 345