الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (382) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (382) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

04/02/2025


الدَّرْسُ (382) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد علميَّة ومعرفيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (56) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصطلح (الوَهْم)» ؛ وعنوان : « إِطلاق عنوان (الوَهْم) على جملة من إِدْرَاكات العقل المُتعلِّق بأَلطف الأَجسام توسُّطاً » ؛ فإِنَّ المقصود من عنوان ولفظ: (الوَهْم) و(القوىٰ الواهمة) الوارد في بيانات الوحي وفي اِصطِلاح المعقول والعلوم العقليَّة ـ كـ: الفلسفيَّة والكلاميَّة والعرفانيَّة ـ ليس ما يُقصد في العرف واللُّغة ـ أَي: الخلط والِاشْتِبَاه، وخطرات القلب، والسَّراب الَّذي لا حقيقة له، أَو مرجوح طرفي الُمتردَّد فيه ـ بل الإِدْرَاك العقلي المُتَعَلِّق بالجسم أَو المقدار، والعقل المُقيَّد والمُرتبط والمُتعَلِّق بالجسم والجسمانيَّات والمقادير ـ سواء كانت مادِّيَّة: (دنيويَّة)، أَو (برزخيَّة مثاليَّة)، أَو (أُخرويَّة أَبديَّة) ـ ، ويُعبِّر عنه الَمشَّاء بـ: (العقل السَّاقط ) .ثُمَّ مَرَّ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الكلام في العنوان التالي : « إِطلاق عنوان (الوَهْم) على مُطلق العقل ونتاجاته أَيضاً » ، ثُمَّ عنوان : « إِطلاق عنوان (الوَهْم) أَيضاً على إِدْرَاكَات القلوب ومكاشفاتها عياناً » ، ثُمَّ عنوان : « دعوى اِماتة الدِّين للعقل وتهميشه » ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / اِشْتِبَاه مَنْ حَكَمَ عَلَى العقل ودوره بالتَّنَحِّي/ وكذا يتَّضح أَيضاً: حلّ الِاشْتِبَاه الَّذي اِرْتَطَمَ فيه جملة من أَخباريِّ الخاصَّة والعامَّة المُسَمَّون بـ: (الظَّاهريَّة)، الحاكمون بتشطيب العقل ودوره؛ فإِنَّ العقل وإِنْ لم يَرَ تمام الحقيقة والواقعيَّة لكن ليس معناه الحُكْم عليه وعلىٰ دوره بالتَّنَحِّي. / اِشْتِبَاه مَنْ حصر التَّوصُّل إِلى النَّتائج الحقَّة بالعقل ودليله / وهكذا يتَّضح أَيضاً: إِفْرَاط الفلاسفة وَمَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم؛ فإِنَّهم حصروا البراهين والتَّوصُّل إِلى النَّتائج الحَقَّة بالعقل حسب. والحقُّ: أَنَّ المَسَار المُستقيم والقويم يكمن في الجادَّة الوسطىٰ؛ وتقدير الأُمور بقدرها، فَلَا إِفراط ولا تفريط، وإِنَّما أَمر بين أَمرين؛ فإِنَّ الحقيقة والواقعيَّة وإِنْ كانت غير متناهية وغير محدودة، ومسير تكامل العقل غير متناه وغير محدودٍ أَيضاً، لكنَّ العقل وقواه متناهية ومحدودة بالفعل. ومن ثَمَّ يدعو الوحي إِلى دوام مسيرة الْعِلْم. وهذه القضيَّة المعرفيَّة وهذا الشأن في العَالَم العقلي إِحدىٰ صغريات كبرىٰ ما ورد عنهم (صلوات اللّٰـه عليهم) «أَمر بين أَمرين»؛ فلا العقل يُحيط بمطلق الحقيقة والواقعيَّة، ولا هو ونتاجه سراب وتبدُّد، وإِنَّما يُدْرِك من الحقيقة والواقعيَّة ما كان داخلاً في حوزته وحدِّه، وحينئذٍ لا بُدَّ أَنْ يعتمد فيما عداه علىٰ وحي السَّاحة الإِلٰهيَّة، وإِلَّا كان تخرُّصاً ووهماً ورَجْمًا بِالْغَيْبِ. وهذه القضيَّة شاملة لمُطلق المخلوقات، منها: أوَائِل الصَّوَادر ؛ أَنوار وطبقات حقائق أَهل البيت عليه السلام الصَّاعدة؛ فلذا تكون الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة الُمقدَّسة غيب بالنِّسبَة إِلى نور الصَّادر الأَوَّل سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وطبقات حقيقته الصَّاعدة، وَمِنْ ثَمَّ يستمد صلى الله عليه واله الفيض والعون منه تعالىٰ. وصلى الله على محمد واله الاطهار