الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (387) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (387) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

09/02/2025


الدَّرْسُ (387) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (59) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصْطَلَح : (النَّفس الكُلِّيَّة)» ؛ فإِنَّ المراد من مُصْطَلَح (الكُلِّيَّة) المأخوذة في عنوان: (النَّفس الكُلِّيَّة) الوارد في أَبواب المعارف والمباحث العقليَّة ليس الكُلِّي المنطقي ، بل الاِقتصادي، يعني: الكُل، أَي: السَّعَة والشموليَّة ، وعليه: تكون وظيفة النَّفس الكُلِّيَّة إِدارة عَالَم الأَجسام بشكله العام، فتدير: الأَرضين والسَّماوات السَّبع وما فوقها من عوالم، والجنَّة والنَّار، وجميع ما فيها من مخلوقات. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : والعَالَم الجسماني الكبير بمثابة إِنسان؛ فإِنَّ للإنسان مراتب، منها: 1ـ إِنسان فرد، وهذا ما أَشار إِليه بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «تزعم نفسك أَنَّكَ جُرْمٌ صغير وفيك انطوَى العالَمُ الأَكبر»(1). 2ـ إِنسان أُسرة. 3ـ إِنسان عشيرة. 4ـ إِنسان قبيلة. 5ـ إِنسان مجتمع. 6ـ إِنسان شعب. 7ـ إِنسان شعوب. 8ـ إِنسان عَالَم الخِلْقَة. ومنه يتَّضح: الفرق الشَّاسع بين دولة البشر والدَّولة الإلهيَّة الَّتي يُدِيرها المعصوم عليه السلام ، والمُشار إِليها في بيانات الوحي، منها: بيان قوله تعالىٰ: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً](2). بتقريب: أَنَّ الجار والمجرور بعد مالم يكن قيداً للخليفة، ولم يُعَبِّر بيان الآية الكريمة: «خليفة في الأَرض»، وإِنَّما عَبَّر بـ: [ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ]، كان من باب مُطلق الماهيَّة لا الماهيَّة المُطلقة، فتكون ولايته وإِدارته ليست مختصَّة بفئة مُعَيَّنة من البشر، وإِنَّما شاملة للجميع، بل لِكافَّة مخلوقات النَّشْأَة الأَرضيَّة، كـ: الحيوانات والنباتات والجمادات. وهذا ما أَشارت إليه بيانات الوحي الأُخرى. فلاحظ: أَوَّلاً: بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام: «لَا يصلح النَّاس إِلَّا بإِمامٍ، ولا تصلح الأَرض إِلَّا بذلك»(3). ثانياً: بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: «سأَلت الرِّضا عليه السلام فقلتُ: تخلو الأَرض من حُجَّة؟ فقال: لَوْ خَلَتْ الأَرض طَرْفَة عين من حُجَّة لساخت بأَهلها»(4). بل ولايته وإِدارته لا تختصُّ بأَهل الأَرض، بل شاملة بالضَّرورة لكَافَّة الجنَّ، بل والملائكة، بل ولجملة عوالم الخِلْقَة وما فيها، كولاية وإِدارة الله عَزَّ وَجَلَّ. وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ. فانظر: 1ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ للَّـه عَزَّ وَجَلَّ اثنى عشر أَلف عَالَم ، كلُّ عَالَمٍ منهم أَكبر من سبع سماوات وسبع أَرضين ، ما يرى عَالَم منهم أَنَّ للّٰـه عَزَّ وَجَلَّ عَالَـمـاً غيرهم ، وإِنِّي الحُجَّة عليهم»(5). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً، عن سليمان بن خالد، قال: « ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرآة العقول، 3: 272. (2) البقرة: 30. (3) بحار الأَنوار، 23: 22/ح23. (4) المصدر نفسه: 29/ح43. عيون الأَخبار: 150. علل الشرائع: 77. (5) بحار الأَنوار، 27: 41/ح1. الخصال، 2: 171