مَعَارِف إِلْهِيَّة : (391) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
13/02/2025
الدَّرْسُ (391) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (60) / / اِطلاقات عنوان وَمُصْطَلَح النَّفس الوارد في أَبواب المعارف / يُطلق مُصطلح وعنوان: (النَّفس) في أَبواب المعارف علىٰ معانٍ عِدَّة: فيُطلق تارة ويراد منه: الغرائز النَّازلة في ذات الإِنسان، في مقابل الرُّوح. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: أَوَّلاً: بيان قوله تعالىٰ: [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى](1). ثانياً: بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «أَعدى عدوِّك نفسك الَّتي بين جنبيك»(2). ودلالتهما واضحة. ويُطلق أُخرىٰ ويراد منه: ما يعمُّ النَّفس بالمعنىٰ الأَخَصِّ والرُّوح. فانظر: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ](3). 2ـ بيان قوله عظمت آلاؤه: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا](4). 3ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِنَّ أَوَّل ما أَبدع الله سبحانه وتعالى هي النُّفوس مُقدَّسة مُطَهَّرَة فأَنطقها بتوحيده، ثُمَّ خلق بعد ذلك سائر الخلق»(5). 4ـ بيان فاطمة الزهراء عليها السلام : «... أَنتم عباد الله نصب أَمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأُمنا الله على أنفسكم ...»(6). ودلالته ـ كدلالة سوابقه ـ واضحة. 5ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... ولولا أَنَّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لَـمَـا قدر أَنْ يبلغه ...»(7). بتقريب: أَنَّه عليه السلام أَتىٰ بعد ذكر: (الرُّوح والنَّفس) بتاء المفرد ـ كانت ـ وحينئذٍ يكون عطف (النَّفس) علىٰ (الرُّوح) من باب عطف العام علىٰ الخاصِّ، وهو المطلوب. ويطلق ثالثة ويُراد منه: ما يُقابل العقل، أَي: قوَّة جوهريَّة مشتملة علىٰ غرائز وقوى نزويَّة، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النازعات: 40 ـ 41. (2) بحار الأَنوار، 70: 64/ح1. (3) القيامة: 1ـ 2. (4) الشَّمس: 7 ـ 10. (5) بحار الأَنوار، 6: 249/ح87. (6) الإِحتجاج، 1: 133. (7) مختصر البصائر: 410/ح476 ـ 38