الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (200 ـ 400 ) المقصد الأَوَّل / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (394) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (394) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

16/02/2025


الدَّرْسُ (394) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (61) / / معنى عنوان (البحر) الوارد في بيانات الوحي / المراد من عنوان: (البحر) الوارد في بيانات الوحي ـ منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا](1). 2ـ بيان قوله تقدَّسَ ذكره: [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](2). 3ـ بيان قوله عظمت آلاؤه: [أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ](3)ـ(4) : الأُفق والمدد والاِمْتِدَادُ الوسيع والعمق المهول. فكلمات الوحي وكلامه من حيث العمق والاِتِّسَاع والمدد: مهولةٌ، وخفيَّةٌ، وغامضةٌ، ومبهمةٌ جِدّاً، لا تصل إِليها عقول أُولي الأَلباب طُرّاً، ولا يمكن لمخلوقٍ قَطُّ الإِحاطة بها، بل أَنَّىٰ لهم ذلك بعدما كانت فوق طَاقة وقدرة المخلوقات. نعم، يمكن ذلك لسراجها الزَّاهر، ونورها السَّاطع، ونجمها الهادي، وسحابها الماطر، وغيثها الهاطل، وشمسها المضيئة، وعينها الغزيرة؛ مَنْ طُهِّرَ مِنَ الذُّنوب، وبُرِّأَ من العيوب، نظام الدِّين، وعِزّ المسلمين: أَهل البيت الأَطهار: مصاص الشرف ومعدنه؛ مُحَمَّد صلى الله عليه واله وعترته الأَبرار عليهم السلام. ومنه تَتَّضِح لِـمَن انبثق له نور الحقيقة، وتجلَّى عَنْهُ ظلام الجهل حِكْمَة: بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام: «... ثُمَّ خَلَقَ الجَهلَ من الْبَحْرِ الأُجَاج ظُلمَانيّاً ...»(5) فإِنَّه برهان وحيانيٌّ يفوح دلالة: أَنَّ النَّفْسَ(6) جوهر مخلوق، وله جهات وقوىٰ وغرائز وطاقات وقدرات عديدة، مُـمْتَدَّة ومذهلة ومهولة عظيمة جِدّاً. وهذا ما أَثبتته العلوم والأَبحاث الرُّوحيَّة الحديثة. والمعضلة إِنْ كانت فمُتَمَثِّلَة في عدم اِلتفات صاحبها إِليها، وعدم سعيه لتفعيلها وتنشيطها. وثبت أَيضاً من خلال تجارب علماء الحيوان: أَنَّ لنفوسها قدرات إِذا نُشِّطَت بالتَّدريب على جملة أَفعال اِقْتَرَبْت من أَفعال الإِنسان، بل شابهتها. وهذا يدلُّ على أَنَّ لنفوسها: قدرات وإِمكانيَّات عظيمة وكبيرة جِدّاً. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف: 109. (2) لقمان: 27. (3) النور: 40. (4) ما بعد هذه الشَّارطة مُرتبط بما قبل الشَّارطة المُتقدِّمة في صدر هذه الفائدة، فتكون العبارة كالتَّالي: (المراد من عنوان: (البحر) الوارد في بيانات الوحي الأُفق : والمدد والاِمْتِدَادُ الوسيع والعمق المهول). (5) أُصول الكافي، 1: 17/ح14. (6) المراد من عنوان (الجهل) الوارد في البيان الشَّريف: (النَّفس)؛ لقرائن؛ منها: ما مر انفا في المسألة المتقدمة