مَعَارِف إِلْهِيَّة : (397) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
19/02/2025
الدَّرْسُ (397) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (63) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُصْطَلَح ( النُّور ) » ؛ فإِنَّه يُطلق في بيانات الوحي وأَبواب المعارف ويُراد منه: تارة على عَالَم الأَسمآء والصِّفَات الإِلٰهيَّة؛ والمخلوقات المُجرَّدة تجرُّداً تامّاً عن الجسميَّة. وأُخرىٰ على الجسم اللَّطيف النَّافِذ في غيره؛ والموجودات الجسمانِيَّة الكاملة وإِنْ كانت روحيَّة؛ فلشدَّة تلطُّفها وعظيم طاقتها وهول حركتها، ولعدم تمكُّن الموجودات والمخلوقات والأَرواح النَّازلة رصدها ورصد حركتها وروحانيَّتها تحسبها أَنواراً فحسب؛ ومُجرَّدة تجرُّداً تامّاً عن الجسم والجسمانيَّة؛ وحركتها دَفَعِيَّة وفعلها دَفَعِيّ اِبداعي ، والحال أَنَّ الوارد في بيانات الوحي: أَنَّها أَجسام لطيفة. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى العنوان التالي : / خطورة حركة الرُّوح / وينبغي الِالتفات: أَنَّ للرُّوح حركةً، وهي عظيمة ومهولة وخطيرة جِدّاً. وروح المؤمن من الإِنس أَسرع عُروجاً ونزولاً من عروج ونزول الملائكة وَأَرواحها. ومن ثَمَّ ورد في بيانات الوحي: (أَنَّ المؤمن إِذا نام عُرج بروحه إِلى العرش)، فتكون مسافة السَّماوات السَّبع بالنِّسْبَة لحركة روح الإِيمان خطفة ؛ أَسرع من حركة أَجسام الملائكة وأَرواحها عروجاً ونزولاً. فالتفت . / تَفَاوت الأَرواح وحركاتها فِي نفسها وفيما بينها / ثُمَّ إِنَّ فاصل التَّفاوت بين الأَرواح بعضها مع الآخر وحركاتها، بل بين طبقات الرُّوح الواحدة بالغ الِاختلاف؛ فمثلاً: الفاصل بين (روح القدس ـ حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ـ) و(الرُّوح الأَمين ـ جبرئیل عليه السلام ـ) شيء مهول وخطير جِدّاً، ومن ثَمَّ حينما تُلاحِظ الملائكة أَفعال رُوح القدس وحركاته تحسبها دفعيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار