مَعَارِف إِلْهِيَّة : (401) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
23/02/2025
الدَّرْسُ (401) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (67) / / القراءة القدريَّة / من أَخطر القراءات علىٰ الدِّين القراءة القدريَّة(1)، وقد ورد في ذَمّها والتَّحذير منها الكثير من بيانات الوحي؛ لأَنَّها تمسخ الفكر الإِسلامي وفكر المجتمع عن حسِّ المسؤوليَّة، والقيام بها. فانظر: 1ـ بيان سيِّد الأَنبيّاء صلى الله عليه واله : «صِنْفَان مِنْ أُمَّتِي ليس لهم في الإِسلام نصيب : المرجئة والقدريَّة»(2). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «يُجاء بأَصحاب البِدَع يوم القيامة، فترىٰ القدرية من بينهم كالشَّامة البيضاء في الثور الأَسود، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: ما أَردتم؟ فيقولون: أَردنا وجهك، فيقول: قد أَقلتكم عثراتكم، وغفرت لكم زلَّاتكم إِلَّا القدريَّة، فإِنَّهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون»(3). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً: «إِنَّ أَرواح القدريَّة تُعْرَض علىٰ النَّار غدوّاً وعشيّاً حتَّى تقوم السَّاعة، فإذا قامت السَّاعة عُذِّبُوا مع أَهل النَّار بأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، فيقولون: يا ربّنا عذَّبتنا خاصَّة وتعذّبنا عامَّة، فيردّ عليهم : [ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ](4)» ( 5). 4ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «يُحشر المُكذِّبون بِقَدَرِ اللَّـهِ مِنْ قُبُوْرِهِم، قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وخنازير»(6). ودلالة الجميع واضحة. وقد فُسِّرَت القدريَّة تارة بالتَّفويض، وأُخرىٰ بالجبر. والنُّكْتَّة: أَنَّ باطن التَّفويض جبر، وباطن الجبر تفويض، فكُلٌّ منهما يرجع إِلى الآخر، وحينئذٍ يصحّ كِلَا التَّفسيرين. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وهُم القائلون: أَنَّ كُلَّ أَفعالهم مخلوقة لهم، وليس لِلَّـه تعالى فيها قضاء ولا قدر. (البحار). (2) مختصر البصائر: 354/ح388 ـ 13. عقاب الأَعمال: 252/ح3. بحار الأَنوار، 5: 118/ح52. (3) مختصر البصائر: 355/ح391 ـ 16. عقاب الأَعمال: 253/ح6. بحار الأَنوار، 5: 119/ح57. (4) القمر: 48 ـ 49. (5) مختصر البصائر: 353/ح386ـ 11. عقاب الأَعمال: 252/ح1. بحار الأَنوار، 5: 117/ح50. (6) مختصر البصائر: 354/ح389ـ14. عقاب الأَعمال: 253/ح4. بحار الأَنوار، 5: 118/ح53