مَعَارِف إِلْهِيَّة : (404) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
26/02/2025
الدَّرْسُ (404) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (70) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « العلاقة بين اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة واللُّغَة العربيَّة » ، وعنوان : « اللُّغة العربيَّة أَعظم اللُّغات » ؛ فإِنَّ التَّعَرُّف علىٰ اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة والتَّعاطي معهما أَمرٌ مُهمٌّ في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة؛ لنزول الوحي الإِلٰهيّ بهما، وهما خَتَنُ اللُّغة العربيَّة؛ ومن شجرتها إِلَّا أَنَّ اللُّغَة العربيَّة أَقوىٰ وأَفْصَحَ وَأَتْقَنَ، بل الثَّابت علميّاً: أَنَّها أَقوىٰ اللُّغَات العلميَّة في كافَّة العلوم ـ كالعلوم التَّجريبيَّة والإِنسانيَّة ـ وَأَكفاؤها وَأَتْقَنُها وَأَدَقُّها وأَرْصَنُها وأَرْصَفُها وَأَحْصَفُها وَأَجْدَرُها وَأَثْرَاها علىٰ الإِطلاق، وأَضْعَفَها اللُّغة الانكليزيَّة؛ ومِنْ ثَمَّ توجد في اللُّغَة العربيَّة (١٢) مليون مفردة ، بل علوم البلاغة لدىٰ كافَّة اللُّغَات مسروقة من اللُّغَة العربيَّة.ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / نُكْتَة تسمية اللُّغَة العربيَّة بذلك / سُمِّيت اللُّغة العربية بذلك لأَنَّ فيها اِظهار واعراب وبيان واِفصاح عمَّا تقتضيه الفطرة، الُمشار إِليها في بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل: [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ](1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه): «... فبعث فيهم رسله، وواتر إِليهم أَنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فِطرته، ويذَكِّروهم منسيَّ نِعمته، ويحتجُّوا عليهم بالتَّبليغ، ويُثيرُوا لهم دفائن العقول، ويُروهم آيات المقدِرَة ...»(2). والفطرة عبارة عن ولاية اللّٰـه تعالىٰ، وولاية سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وولاية سائر أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم). وهذا هو دين اللّٰـه القويم. فلاحظ: بيانات الوحي المعرفيَّة، منها: بيان تفسير الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليهم): «في قول اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ: [فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا](3)، قال: التَّوحيد، ومُحمَّد رسول اللّٰـه، وعَلِيٌّ أَمير المؤمنين»(4). ومنه يتَّضح: عنوان ولفظ (العربي)؛ فإِنَّ معناه: المؤمن، وهو عنوان شامل لصاحب القوميَّة العربيَّة وغيره من الأَعاجم؛ فبمقتضيات فِطْرَته يعرب ويُفصِح عن إِيمانه باللّٰـه وبرسوله صلى الله عليه واله ، وبأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم). وإلى هذا المعنىٰ تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ، منها: بيان الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليه): «... إِنَّ العرب لا تبغض عليّاً عليه السلام ...»(5). أَي: أَنَّ المطابق إِيمَانه للفِطْرَة ، وهو مَن آمَنَ بالله وبرسوله صلى الله عليه واله وبسائر أَهل البيت عليهم السلام لا يبغض أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليهم السلام . وكذا يتَّضح: عنوان ولفظ (الأَعجمي)؛ فإِنَّ معناه: الضَّال، ومنكوس الفطرة. / طبيعة اللُّغة العربيَّة ونُكْتَة اِخْتِيَارها لنزول القرآن بلسانها / وَمِنْ كُل ّهذا تتَّضح: نكتة نزول القرآن الكريم باللُّغة العربية؛ فإِنَّها مُنفتحة بطبيعتها على معانٍ مُتعدِّدة، وفيها بيان وإِحْكَام لم يُوجد في لغةٍ أُخرىٰ قَطُّ، توصل إِلى حقائق غير متناهية. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الروم: 30. (2) نهج البلاغة، الخطبة الأُولىٰ: 45ـ 46. (3) الروم: 30. (4) بحار الأَنوار، 3: 278/ح9. (5) بحار الأَنوار، 8: 22/ح16. ثواب الأَعمال: 202