الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (406) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (406) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

28/02/2025


الدَّرْسُ (406) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (71) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « وصف الأُنوثة والرُّجُوْلَة في أَصل اللُّغة وبيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (الأُنوثة) في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: بيان قوله تعالىٰ: [إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا](1) وصف، ومعناه: النَّقص. والمراد من عنوان (الرُّجُوْلَة) أَيضاً في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي : الصَّلابة وكمال الِاسْتِقَامة، ومن ثَمَّ ينطبق ـ هذا العنوان ـ علىٰ كُمَّل النِّساء؛ صَلْبَات الإِيمان، كاملات الِاسْتِقَامة والاِصِطِفَاء والعصمة كفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فلذا ورد في تفسير بيان قوله جلَّ قدسه: [رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ](2) شموله لها (صلوات اللّٰـه عليها) (3)؛ فإِنَّه وارد في مقام المدح علىٰ صَلَابَةِ الإِيمان، وكمال الِاسْتِقَامة. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا ما يُوضِّح كثير من بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: «سألتُ أَبا جعفر عليه السلام عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ](4) قال: ... أُنزلت في هذه الأُمَّة، والرِّجَال هم الأَئِمَّة من آل مُحمَّد صلى الله عليه واله ...»( 5). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن بشر بن حبيب، قال: «أَنَّه سُئِلَ عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ](6) قال: سور بين الجنَّة والنَّار، قائم عليه مُحمَّد صلى الله عليه واله وَعَلِيّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فینادون: أَين محبُّونا، أَين شيعتنا...»(7). ودلالتهما واضحة. ومنهما تتَّضح القضيَّتين التَّاليتين: الأُوْلَى: / لا بُدَّ من مراجعة عدَّة مصادر تفسيريَّة لمَنْ يُريد اِستيضاح آية / / الفحص والتنقيب العلمي باب شاسع جِدّاً / إِنَّه يجب على مَنْ يُريد استيضاح بيانات أَهل البيت عليهم السلام المُفسِّرة لآية من آيات القرآن الكريم أَنْ لا يخدعه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين، بل عليه التَّيقُّظ والتَّفطُّن إِلى موارد وجود هذه الآية بأَلفاظها أَو بما يُقارب أَلفاظها ومعانيها في بيانات الوحي الأُخرىٰ، وعليه أَيضاً أَنْ لا يُراجع مصدراً واحداً من مصادر التَّفسير، بل عِدَّة مصادر. وبالجملة: باب الفحص والتَّنقيب العلمي باب واسع وشاسع جِدّاً، ومن ثَمَّ لا ينخدع الباحث بدرجةٍ من الفحص والتنقيب، ولا بدرجةٍ من التَّفكير والتَّأمُّل، وإِذا ظَنَّ أَن ما توصَّل إِليه هو الذروة ورأس الهرم فليعلم أَنَّه اِرْتَطَمَ بغفلةٍ شَنيعةٍ؛ وجهالةٍ عمياءٍ، وضلالةٍ صَمَّاءٍ؛ فإِنَّ ما توصَّل إِليه بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة لا بُدَّ أَنْ يكون متناهياً ومحدوداً، ومعاني وحقائق بيانات الوحي غير متناهية وغير محدودة أَبداً بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة أَيضاً، ولا توجد نِسبة رياضيَّة بين المحدود وغير المحدود؛ فإِنَّه دائماً إِذا قيس المحدود إِلى غير المحدود كان لا شيء وصفراً على جهة الشِّمال، وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غير المحدود وصارت متناهية، وبطلان انقلاب الماهيَّة من الواضحات، بل هو خُلف الفرض. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 117. (2) النور: 37. (3) فانظر: فضائل أَمير المؤمنين عليه السلام لابن عقدة الكوفي: 199/ح203.مناقب آل أَبي طالب، 2/سورة النور، آية 35: 146/ح359.7 (4) الأَعراف: 46. (5) بحار الأَنوار، 8: 335/ح3. بصائر الدرجات: 496/ح5. مختصر البصائر: 173/ح150 ـ 4. (6) الأَعراف: 46. (7) بحار الأَنوار، 24: 255/ح19. تأويل الآيات، 1: 176/ح12. مُختصر البصائر: 174ـ 175/ح152ـ6