مَعَارِف إِلْهِيَّة : (407) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
01/03/2025
الدَّرْسُ (407) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (71) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « وصف الأُنوثة والرُّجُوْلَة في أَصل اللُّغة وبيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (الأُنوثة) في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: بيان قوله تعالىٰ: [إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا](1) وصف، ومعناه: النَّقص. والمراد من عنوان (الرُّجُوْلَة) أَيضاً في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي : الصَّلابة وكمال الِاسْتِقَامة، ومن ثَمَّ ينطبق ـ هذا العنوان ـ علىٰ كُمَّل النِّساء؛ صَلْبَات الإِيمان، كاملات الِاسْتِقَامة والاِصِطِفَاء والعصمة كفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فلذا ورد في تفسير بيان قوله جلَّ قدسه: [رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ](2) شموله لها (صلوات اللّٰـه عليها) (3)؛ فإِنَّه وارد في مقام المدح علىٰ صَلَابَةِ الإِيمان، وكمال الِاسْتِقَامة. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وممَّا تقدَّم تتَّضح القضيَّتين التَّاليتين، ووصلنا الى القضيَّة الثَّانية: / طريقة الوحي في إِيْصَال المعلومة / الطَّريقة التعليميَّة السَّاريَّة عليها بيانات الوحي في إِيْصَال المعلومة للطرف هي: التَّدرُّج في التَّعليم وعلىٰ مراحل. / فاطمة الزَّهراء عليها السلام منبع لنُبُوَّة أَبيها صلى الله عليه واله / / شمول بيان الحديث القدسي المُتقدِّم للزَّهراء عليها السلام / وممَّا تقدَّم يتَّضح: أَنَّ بيان الحديث القدسيّ المُتقدِّم شامل لفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فتكون منبع لنُبُوَّة أَبيها (صلَّىٰ الله عليهما وعلىٰ آلهما)، فما ينزل من مقام سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله النُّوري ـ المشار إِليه في بيان الحديث القدسي: «لا يُؤَدِّي عنكَ» أَي: المرتبة النُّوريَّة لحقيقته صلى الله عليه واله وطبقة قلبه المبارك؛ أَي: طبقة البيت المعمور في السَّماء الرَّابعة، وبيانه: «إِلَّا أَنْتَ»، أَي: طبقة حقيقته صلى الله عليه واله النَّازلة وبدنه الأَرضي الشَّريف، وبيانه: «أَو رَجُل منكَ» إِشارة إِلى أَمير المؤمنين وفاطمة وسائر أَهل البيت عليهم السلام ، فـ ـ تتلقَّاه (صلوات اللّٰـه عليها) وسائر أَهل البيت عليهم السلام بوجوداتهم الشَّريفة في هذه النَّشْأَة الأَرضيَّة، وبتوسُّط طبقات حقائقهم الُمتوسِّطة في السَّماء الرَّابعة. / حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام / وهذا ما يوضِّح: بيانات الوحي الواردة في بيان حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام ، جمعاً بين بيانات الوحي الدَّالَّة علىٰ أَنَّه (أَملاه سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله عليها؛ وخطَّه أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) بيده الشَّريفة)، وبياناته الأُخرىٰ الدَّالَّة علىٰ أَنَّه (حصل ذلك بعد استشهاده صلى الله عليه واله)، ومعناه: ما تقدَّم؛ وأَنَّها كانت تتلقَّاه من قلب ونور أَبيها (صلوات الله عليهما وعلىٰ آلهما) في طبقة البيت المعمور من السَّمآء الرَّابعة، وتذكره لأَمير المؤمنين فَيَخُطَّه بیمینه. فانظر: أَوَّلاً: بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام: «... وعندنا والله مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب الله، وإِنَّه لإِملاء رسول الله صلى الله عليه واله ، وخَطَّه عَلِيٌّ عليه السلام بيده ...»(4). ثانياً: بيانه عليه السلام أَيضاً: «مصحف فاطمة عليها السلام ما فيه شيء من كتاب الله، وإِنَّما هو شيءٌ أُلقي عليها بعد موت أَبيها صلَّىٰ الله عليهما وعلىٰ أَولادهما»(5). ودلالتهما قد اِتَّضَحَت. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 117. (2) النور: 37. (3) فانظر: فضائل أَمير المؤمنين عليه السلام لابن عقدة الكوفي: 199/ح203.مناقب آل أَبي طالب، 2/سورة النور، آية 35: 146/ح7ـ 359 . (4) بصائر الدرجات، 1: 310/ح587 ـ5. (5) المصدر نفسه: 321/ح609 ـ 27