الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (411) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (411) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

05/03/2025


الدَّرْسُ (411) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (74) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « المراد من عنوان(الْقَلَم) و(اللَّوْح) الواردان في بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (اللُّوح) الوارد في بيانات الوحي: الموجود الَّذي تُنتقش فيه أُمور وحقائق تكوينيَّة، وليس نقش تطريز وخرائط وأُمور اِعتباريَّة. والمراد من عنوان (القلم) الوارد في بيانات الوحي أَيضاً : قوَّة فوقيَّة، شفَّافة ومُجرَّدة تجرُّداً نسبيّاً ، من قوىٰ النَّفس ، يُمْلِي ويُفيض علىٰ ما دونه من النُّفوس أُموراً وإِرَادَات تكوينيَّة.ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة: عنوان (القلم) يُشار به في بيانات الوحي وفي أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة عادة إِلى درجة وجوديَّة لموجودات أَعظم وأَعلىٰ من اللَّوْح. وعليه: فالنُّفوس الكُلِّيَّة، بل والعقول بلحاظ ما تحتها أَقلام، وبلحاظ ما فوقها أَلوَاح، فالعقل ـ مثلاً ـ أَحَد منابع وإِلهام ونقش الصُّور التَّكوينيَّة والمعلومات والميول علىٰ ما تحته من النُّفوس؛ فما يُفيضه العقل علىٰ النُّفوس ـ كُلِّيَّة كانت أَم جزئيَّة ـ من معلومات هو نوع كتابة ونقش تكويني حقيقي، فيصدق عليه بهذا اللِّحَاظ عنوان (القلم)، ويصدق عليه أَيضاً؛ لكن بلحاظ ما فوقه عنوان (اللَّوْح)؛ لأَنَّه تُملىٰ وتُفاض عليه إِرَادَات وبرامج وميول من جواهر فوقيَّة، أَعلىٰ وأَشَف وَأَلْطَف منه. وعلىٰ هذا قس حال النُّفوس ـ كُلِّيَّة كانت أَم جزئيَّة ـ ؛ فإِنَّ طبيعتها مُتعلِّقة بأَجسامٍ ـ كبيرة كانت أَم صغيرة ـ ، يُعطيها ذلك التَّعَلُّق قابليَّة وكفاءة تدبير وتقدير وهندسة مقادير ـ زمانيَّة جغرافيَّة بيئيَّة ـ لإِيْجَاد الأَفعال في ما تحتها من النُّفوس والأَبدان الجزئيَّة ـ بل والكُلِّيَّة. وعليه: فالعقول والنُّفوس أَقلام وأَلوَاح؛ فهي أَقلام بلحاظ ما تحتها، وهي أَلوَاح بلحاظ ما فوقها، تُمْلَىٰ وتُفاض عليها إِرَادَات وبرامج وميول من جواهر فوقها أَعلىٰ وَأَشف وأَلطف منها. مثاله: عَالَم السَّماء الأُولىٰ ـ وهي بدن الملك إِسماعيل عليه السلام ، ونفسها الكُلِّيَّة نفسه ـ ؛ فإِنَّها تُدير أُمور وشؤون ما تحتها من مجرَّات وكواكب والأَرضين السَّبع، وتُملي وتُفيض عليها إِرَادَات وبرامج وميول، فالسَّماء الأُولىٰ قلم بلحاظ ما تحتها، وهي لوح بلحاظ عَالَم السَّماء الثَّانية؛ فإِنَّه يُدير ويُدبِّر أُمورها وشؤونها، ويُمْلِي ويُفيض عليها إِرَادَات وبرامج ومیول، فكانت السَّماء الأُولىٰ لوح للسَّماء الثانية. وصلى الله على محمد واله الاطهار