مَعَارِف إِلْهِيَّة : (413) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
07/03/2025
الدَّرْسُ (413) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (76) / / المقصود من عنوان (بكاء السَّماوات والأَرضين) وما شاكلهما / المراد من عنوان: (بُكاء السَّماوات والأَرضين) الوارد في بيانات الوحي، منها: بيان قوله تعالىٰ: [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ](1): تعابير حقيقيَّة لا يشوبها شوب المجاز؛ فإِنَّ المُراد منه: بُكاء الملائكة؛ لأَنَّ السَّماوات والأَرضين أَبدان للملائكة، ونفوسها نفوس لها. مثاله: السَّماء الأُولى، فإِنَّها بدن للملك إِسماعيل عليه السلام ، ونفسها الكُلِّيَّة نفسه، وهذه النُّفوس الكُلِّيَّة لها شعور وتأثُّر، بل شعورها وتأثُّرها أَشَدُّ بمراتب من شعور وتأثُّر النُّفوس الجزئيَّة، وطريقة ونمط بكاؤها: اِحْمِرَارها. والى كُلِّ هذا وما شاكله تُشِير بيانات الوحي والنقول التَّارِيخِيَّة ، منها : ما ورد في الدُّرِّ المنثور للسيوطي وتَأْرِيخِ دمشق لابن عساکر وغيرهما وبأَسانيد مستفيضة، بل متواترة عند الفريقين: أَنَّ بعض المدن الإِسلاميَّة ـ كالمدينة المُنوَّرة والكوفة ـ بكت جدرانها دماً بعد مقتل سيِّد الشُّهداء (صلوات اللّٰـه عليه) لمدَّة وصل بعضها إِلى أَربع سنين متواصلة أَدَّىٰ إِلى جزع أَهلها. فلاحظ: 1ـ ما رواه ابن أَعثم في الفتوح عن كعب، قال: «صدق عبدالله بن عبَّاس فيما رواه عن النَّبي صلى الله عليه واله من هول وعظمة ما سيحدث في الكون من قتل الحسين عليه السلام... قال کعب: ... أَوَ لَا تعلمون أَنَّه يُفتح كُلّ يوم وليلة أَبواب السَّماء كُلّها ويؤذن للسَّماء بالبكاء؛ فتبكي دما عبيطاً؟ فإِذا رأيتم الحُمْرَة قد اِرْتَفَعَتْ من جنباتها شرقاً وغرباً فاعلموا بأَنَّها تبكي حسيناً، فتظهر هذه الحُمْرَة في السَّماء ...»(2). 2ـ ما ورد في تفسير الطبري في ذيل قوله تعالىٰ المُتَقَدِّم: «لَـمَّا قُتِلَ الحسين بن عَلِيّ (رضوان اللّٰـه عليه) بكت السَّماء عليه، وبكاؤها حُمْرَتها»(3). 3ـ عن جعفر بن سلمان، قال: حدَّثتني خالتي أُمّ سالم، قالت: «لَـمَّا قُتِلَ الحسين بن عَلِيّ مطرنا مطراً كالدَّم علىٰ البيوت والجُدُر». وعن الثعلبي زيادة، قال: «وبلغني أَنَّه كان بخراسان والشَّام والكوفة»(4). بل أُرِّخ في الموسوعة البريطانيَّة: أَنَّ سُكَّان الغرب لاحظوا في عام (٦٠٠م) ــ المصادف لسنة (٦١ هـ) ـ حالة ملفتة للنَّظر، وهي: أَنَّ مآكلهم ومشاربهم قد خُلطت بالدَّمِّ (5). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الدخان: 29. (2) الفتوح لابن أَعثم، 4: 327. (3) تفسير جامع البيان، ابن جرير الطبري، 25: 160. الدر المنثور، السيوطي، 5: 748. (4) تهذيب الكمال، 6: 433. ذخائر العقبىٰ، للطبري: 145. تاريخ مدينة دمشق، 14: 228. (5) لاحظ: كتاب : (The Angle Saxo chronical): ص38 و35 و42. وقد سُجِّلَ هذا الكتاب في مكتبة: (Every Mans Libyary)، تحت رقم (642)